القاهرية
العالم بين يديك

تماثيل الآلهة المصرية: حقائق أساسية

9

د. إيمان بشير ابوكبدة

كانت التماثيل المصرية القديمة تصنع من مواد عديدة، ولكل منها سبب معين. فكانت الأحجار مثل الحجر الجيري والجرانيت تستخدم في صناعة التماثيل الكبيرة طويلة العمر. وكان الخشب يستخدم في صناعة التماثيل الأصغر حجمًا، والتي غالبًا ما توجد في المقابر. وكانت المعادن مثل الذهب والبرونز تجعل التماثيل المهمة تبدو مميزة. وكان الفنانون يعملون بأدوات مصنوعة من النحاس والبرونز لتشكيل هذه المواد. فكانوا يقطعون كتلًا حجرية وينقلونها إلى ورش العمل. وكان الفنانون يتبعون قواعد صارمة لجعل التماثيل تبدو جيدة.

الرمزية في تماثيل الآلهة المصرية

كانت تماثيل الآلهة المصرية مليئة بالرموز التي أظهرت معتقدات مصر القديمة . كان كل تمثال يمثل إلهًا وقواه. أظهرت المواد مثل الحجر أو الخشب أو المعدن مدى أهمية الإله.

كانت وضعية الجسد، مثل الجلوس أو الوقوف، تدل على السلطة أو القوة. وكانت الوجوه الهادئة تعني أن الإله طيب ومسيطر على نفسه. وكانت العديد من التماثيل تحمل أشياء مثل الصولجانات أو العنخ ، والتي تعني القوة أو الحياة.

كان الفراعنة يصورون غالبًا على أنهم جزء من الآلهة لربطهم بالناس والإله. وقد صُممت هذه التماثيل لإلهام الاحترام وجعل الناس يشعرون بالقرب من آلهتهم.

 تماثيل الآلهة المصرية الشهيرة

تمثال أمون رع

يُظهِر تمثال آمون رع أحد أهم الآلهة في مصر القديمة. كان آمون رع يطلَق عليه لقب ملك الآلهة. ويظهَر غالبًا على هيئة رجل برأس كبش أو بقرص شمس على رأسه.

توجد هذه التماثيل في معابد مثل الكرنك. كان الناس يعبدون آمون رع باعتباره إله الشمس والهواء. وكانوا يعتقدون أنه خلق العالم ومنح السلطة للملوك.

أبو الهول

أبو الهول في الجيزة له جسم أسد ورأس فرعون. ويعتقد أنه يمثل الفرعون خفرع. يحرس أبو الهول هضبة الجيزة. يرمز إلى القوة والحكمة. كما يظهر قوة الملك وحمايته. لا يزال الناس في جميع أنحاء العالم معجبين به حتى يومنا هذا.

تمثال حورس

يظهر حورس في هيئة صقر أو رجل برأس صقر. وهو إله الملكية والسماء. وقد وضعت تماثيل حورس في المعابد، وكانت تظهر الحق الإلهي للفرعون في الحكم.

كان يعتقد أن حورس يحمي المملكة من الفوضى. ويرمز رمز عين حورس إلى الحماية والصحة. وهذا جعل حورس مهمًا جدًا في المعتقدات المصرية القديمة.

تماثيل أوزوريس

أوزوريس هو إله الحياة الآخرة . يظهر في هيئة مومياء مرتديًا ثيابًا بيضاء ويحمل عصا ومضربًا. كانت تماثيل أوزوريس مهمة في الجنازات. كانت ترمز إلى القيامة والحياة الأبدية.

وضعت هذه التماثيل المصرية في المقابر أو المعابد لمساعدة الموتى على الوصول إلى الحياة الآخرة. وهي تظهر دور أوزوريس في الموت والبعث في المعتقدات المصرية القديمة.

تماثيل إيزيس

إيزيس هي إلهة السحر والأمومة. تظهر كامرأة ترتدي غطاء رأس على شكل عرش أو تحمل طفلاً. كانت تماثيل إيزيس مهمة لكل من الدين والحماية.

كانت تعتبر بمثابة معالج وحامي للمحتاجين. وكان الناس من كافة الطبقات الاجتماعية في مصر القديمة يحترمون تماثيلها.

تمثال أنوبيس

أنوبيس هو إله التحنيط والحياة الآخرة. وعادة ما يتم تصويره برأس ابن آوى. وكانت تماثيل أنوبيس مهمة في الجنازات. فقد ساعدت في توجيه الأرواح إلى الحياة الآخرة.

كان أنوبيس يحمي الموتى ويشرف على مراسم وزن القلب، مما ساعد في ضمان رحلة الموتى الآمنة إلى الحياة الآخرة.

تماثيل حتحور

حتحور هي إلهة الحب والجمال والأمومة . تظهر بقرني البقر وقرص الشمس. تم العثور على تماثيل حتحور في المعابد والمنازل. كانت تمثل الأنوثة والفرح.

كانت حتحور مرتبطة أيضًا بالموسيقى والرقص والاحتفالات. وتماثيلها تُستخدم للعبادة الشخصية والعبادة العامة.

تماثيل باستيت

باستيت هي إلهة المنزل والخصوبة والأسرة. تظهر على شكل لبؤة أو امرأة برأس لبؤة. كانت تماثيل باستيت توضع في المنازل للحماية.

لقد ساعدوا في جلب السلام والوئام إلى الأسر. كانت باستيت ترمز إلى الحب والحياة المنزلية. شكلها الذي يشبه اللبؤة يظهر الجانب الوقائي للأمومة.

تماثيل سخمت

سخمت هي الإلهة ذات رأس الأسد المعروفة بطبيعتها الشرسة. وهي حامية ومعالجّة في الوقت نفسه. وقد وُضعت تماثيل سخمت في المعابد لاستدعاء قوتها.

كانت تمثل الدمار والتجديد، وكانت تماثيلها تعكس التوازن بين الفوضى والنظام في المعتقدات المصرية.

تماثيل تحوت

تحوت هو إله الحكمة والكتابة . يظهر كرجل برأس أبو منجل أو كقرد . ترمز تماثيل تحوت إلى المعرفة والسحر والقمر. ابتكر الهيروغليفية وساعد في الحكم على الأرواح في الحياة الآخرة. ضمن تحوت الحقيقة والنظام. كانت تماثيله مهمة في المعابد وللتعلم.

وضع واستخدام الطقوس

وضع قدماء المصريين تماثيل الآلهة في المعابد والمنازل. وكانت هذه التماثيل مهمة للعبادة والصلاة. وفي المعابد، كانت توضع في الأماكن المقدسة لتلقي القرابين. وكانت الآلهة الكبيرة مثل رع أو إيزيس لها أماكن مركزية في المعابد. وكانت الآلهة الأصغر حجمًا تُحفظ على مذابح المنازل.

كان الناس يقدمون الطعام والبخور والزهور للتماثيل يوميًا. وكان الكهنة يؤدون الطقوس بالترانيم والحركات الدقيقة. وكانت المهرجانات غالبًا ما تشهد مواكب بها تماثيل. وكانت هذه الأفعال تكرم الآلهة وتجمع الناس معًا. وكانت التماثيل تربط الناس بالآلهة وتحافظ على إيمانهم قويًا.

تطور تماثيل الآلهة المصرية

تغيرت تماثيل الآلهة المصرية بمرور الوقت مع المعتقدات وأساليب الفن. كانت التماثيل المبكرة بسيطة وتستخدم للعبادة. في المملكة القديمة، أظهرت ملامح مثالية وحيوانات مرتبطة بآلهة مثل أنوبيس. في المملكة الوسطى، أصبحت التماثيل أكثر تفصيلاً وواقعية ولكنها ظلت إلهية.

كانت المملكة الحديثة تحتوى على تماثيل ضخمة ومزخرفة توضع في المعابد لإظهار قوة الآلهة. وفي العصر الروماني، كانت التماثيل تمزج بين الأسلوبين المصري واليوناني . استخدمت التماثيل المبكرة الحجر الجيري والحجر الرملي. واستخدمت التماثيل اللاحقة الجرانيت والمرمر للقوة والجمال. ساعدت هذه التماثيل الناس دائمًا على التواصل مع آلهتهم.

قد يعجبك ايضا
تعليقات