القاهرية
العالم بين يديك

المتمردة الجزء الثامن والعشرون

7

بقلم د. عيد علي
كان كل شيء قد تغير. كانت ليلى هي كل ما أحتاجه في هذا العالم، وكل لحظة تمر وأنا معها كانت تملؤني بشغف لم أكن أعرفه من قبل. كان حبها يغمرني كالعاصفة، يجعلني أشعر وكأنني لا أستطيع التنفس دونها. وكان هذا الحب، رغم قوته، يثير في نفسي نوعًا من العنف الداخلي، ذلك الصراع بين الرغبة في الحفاظ عليها بكل ما أوتيت من قوة، وبين الخوف من أن أخسرها.

في تلك الليلة، كنت أنظر إلى عيونها العميقة التي كانت تنبض بالحياة والدفء. كان كل شيء في جسدها يثيرني، وكل كلمة تقولها كانت تقلب كياني. “ليلى، لا أستطيع أن أتصور حياتي دونك. أنتِ الهواء الذي أتنفسه، النار التي تشتعل في داخلي. كل لحظة بدونك كالعمر بأسره.”

لم أستطع مقاومة هذا الشعور الجارف. أمسك بها بشدة، وجذبها إليَّ، كنت بحاجة إلى أن أشعر بأنها جزء مني، أن أسكن في أعماق قلبها. “أنتِ ملكتي، ولن أسمح لأحد أن يقترب منك. لا شيء في هذا العالم يستطيع أن يأخذك مني.”

شعرت بيدها تربت على صدري، وعينيها تغمرهما الدموع. “أنا هنا معك، ولن أرحل عنك أبدًا. أنا لا أريد أي شيء سوى أن أكون معك.”

ثم، في لحظة، كانت شفاهنا تلتقي بشغفٍ قوي، كأن الزمن قد توقف، وكأن كل ما حولنا قد اختفى. كانت هذه اللحظة الوحيدة التي شعرت فيها أنني أمتلك العالم، أنني قادر على السيطرة على كل شيء طالما كانت هي بجانبي.

لكني كنت أعلم في أعماق قلبي أن هذا الحب العنيف كان يحمل معه عبئًا ثقيلًا. فقد كان يربطني بها بشكل لا يمكن تحمله. كان حبًا لا يعرف الحدود، ولا يفهم التنازل أو الفراق. كنت أخشى أن ينقلب هذا الحب إلى شيء أكثر قوة، أكثر تدميرًا. لكن، في تلك اللحظة، لم يكن في بالي سوى أن أستمتع بكل ثانية أعيشها معها.

إلى اللقاء في الجزء التاسع والعشرون.

قد يعجبك ايضا
تعليقات