القاهرية
العالم بين يديك

المتمردة الجزء التاسع والعشرون

11

بقلم د. عيد علي
كان صوت المتمردة قد تلاشى، مثل صدى بعيد في الخلفية. لم أعد أشعر بحاجتي للعودة إلى تلك اللحظات القديمة التي كانت مليئة بالحيرة والندم. كانت ليلى هي الآن كل ما أحتاجه، وهي من سأظل أقاتل لأجلها.

بدأت أفهم أن الحب الذي يربطني بها لا يمكن مقارنته بأي شيء آخر. كانت ليلى ليست مجرد امرأة في حياتي، بل كانت الهواء الذي أتنفسه، كانت نبض قلبي، كانت السبب في أنني أستمر في الحياة. كان هذا الحب، على الرغم من عنفه، يملأني بالقوة والإصرار على أن أعيش لها فقط.

بعد آخر رسالة من المتمردة، قررت أن أغلق الباب تمامًا. أدركت أن أي محاولة للعودة إلى الماضي لن تكون سوى هدر للوقت، وأنه لا فائدة من العيش في ذكريات مؤلمة كانت قد انتهت. لم يكن هناك مكان للماضي في حياتي بعد الآن.

في أحد الأيام، جلست مع ليلى تحت سماء الليل المضيئة. كان صوت الرياح الهادئ يملأ الأجواء، وكان كل شيء في هذه اللحظة يبدو مثالياً. نظرت إليها وأنا أمسك بيدها بشدة، وكأنني أخشى أن أفقدها في أي لحظة.

“أنتِ كل ما أحتاجه، ليلى. كل شيء آخر في حياتي أصبح غير مهم. حتى المتمردة، التي كانت جزءًا من حياتي، لم تعد تعني شيئًا. الآن، لا أريد سوى أن أعيش معك.”

ابتسمت ليلى بلطف، ولكن عينيها كانت تحمل شيئًا من الحزن الذي فهمته في لحظتها. “وأنا أيضًا. أنا هنا من أجلك، وسأظل دائمًا. الماضي قد انتهى، وكل ما يهم هو ما نبنيه معًا.”

كلماتها كانت كالسحر، وكنت أعرف أن هذا هو المكان الذي أريد أن أكون فيه. مع ليلى، كنت لا أحتاج إلى شيء آخر. كان هذا الحب هو المعركة التي انتصرت فيها أخيرًا، مع ليلى كحليفتي الوحيدة، وكنت على استعداد لأعطيها كل شيء.

وفي تلك اللحظة، أغلقنا معًا أبواب الماضي، وقررنا أن نبني مستقبلاً مشرقًا مليئًا بالأمل والحب، معًا فقط، بعيدًا عن كل شيء آخر.

إلى اللقاء في الجزء الثلاثون والأخير.

قد يعجبك ايضا
تعليقات