بقلم. أحمد عبد العال بكرى
شاهدت منذ أيام قلائل مثل ما شاهد الآلاف من متابعى صفحات التواصل الاجتماعي تلك الحادثة التى هزت كيان المجتمع الأقصرى ،والتى بكى عليها الشيبة ،والولدان من هول بشاعتها ،ومنظرها ألا وهى جريمة الـ.قتل التى وقعت بمنطقة أبو الجود بالأقصر.
وتسارع العديد ،والعديد من أجل نشرها فما كانت إلا عبارة عن مقطع فيديو تم نشره على إحدى الصفحات، وتناوله الجميع كوليمة صحفية وإعلامية لنشرها فقط ليس إلا ، ولكن يا سادة يا إعلاميين ويا أيها الصحافيين أود أن أقول لكم إن تناول المشكلات أو الظواهر الاجتماعية لا يكون بتسليط الضوء على السلبية دون مناقشة الأسباب ،والأبعاد من الناحية الثقافية ،والعلمية ،والاجتماعية ،والاقتصادية مع تقديم الحلول من خلال قلمك الصحفى لتنوير المجتمع بأهمية مثل تلك الجرائـ.ـم داخل المجتمع مع توضيح الأخطار ،والأضرار الناجمة منها على المجتمع.
فعلى سبيل المثال محافظة الأقصر لها طابعها الخاص عن أى مكان في العالم لأنها قبلة السائحين من شتى بقاع العالم فهل كان يصح أن يتم نشر مشاهد بهذه البشاعة ، والتى تصدر للعالم صورة سيئة عن الأقصر وقاطنيها وهى فى الأساس ليست كذلك.
منذ عام تحديداً تقابلت مع أحد السياح وزوجته أثناء رحلة عودتى من محافظة الجيزة فى إحدى محطات الباصات فسمعتهما يسألون عن كيفية الذهاب إلى مدينة الأقصر ,وهما يجلسان بجوارى فقلت لهما أننى من الأقصر وسنذهب سويا ,وشاء القدر أن تكون مقاعدنا متجاورة فى الحافلة التى استقللناها سويا، وانطلقت الرحلة وصلنا وكانت لحظة ،وصولنا فى تمام الساعة الواحدة والنصف صباحا ،وكانا يريدان الذهاب إلى البر الغربى فقلت لهما أنتما ضيوفىَّ الليلة حتى تشرق الشمس.
وذهبنا جميعاً إلى المنزل بعد إصرار منى على ذلك، وبالفعل صعدنا إلى الشقة التى أسكنها ،ووضعنا حقائب السفر ، ثم استأذنتهما بالنزول لإحضار بعض الطعام فتعجبت الزوجة السائحة
وقالت : كيف تنزل لوحدك ،وفى هذا التوقيت ؟
فقلت لها : ولم لا ؟
فقالت : هذا وقت صعب ،وخطر قد تتعرض فيه لأذى.
فقلت لها : أن بلدى مصر آمنة ، وأخرج ،وأعود إلى المنزل فى أى وقت.
وهنا بدت على وجها لا أعلم الصدمة أو الدهشة ،وأطالت النظر باستغراب وهى تنظر إلى زوجها ،وحتى أثبت لها ذلك عرضت عليها هى وزوجها النزول معى فوافقا ونزلنا جميعاً.
وبينما نسير في الشارع قالت لى وهى تتعجب وفى دهشة كبيرة بعد أن شاهدت الأطفال فى الشوارع فى مثل هذا التوقيت والذى قارب على الثانية صباحا ، ثم قالت لى نصا: أنا فى بلدى لا أستطيع أن أسير فى مثل هذا التوقيت لأنه من المستحيلات أن تطأ قدمى الشارع بعد السابعة أو الثامنة مساءً فقلت لها : لماذا ؟
فقالت: قد أتعرض للاختطاف أو القـ.تل أو الاغتـ.صاب فهنا علمت أهمية الأمن والأمان في مصر والذى قد يشوهه البعض من منتسبى الصحافة والإعلام بها غير مدركين سوى أهمية اللقطة ، وتحقيق نسبة مشاهدة عالية لأنه حينما نشرت على صفحتى وقلت مستهجنا مثل هذه المشاهد تبادر إلى ذهنى هذا الموقف الذى قصصته وأن هذا المشهد الدامـ.ـى قد يفتك بدولة بأكملها تمثل السياحة فيها نسبة كبيرة من الدخل القومي.
