بقلم . عيد علي
“إلى اللقاء مع الجزء السادس والعشرون”، كانت هذه الكلمات تتردد في ذهني، لكنني شعرت بأن هناك شيئًا لم يُقل بعد. كانت المتمردة قد رحلت، ولكن كانت كلماتها تلاحقني في كل لحظة. هل كنت قد اتخذت القرار الصحيح؟ كان حب ليلى يمثل لي كل شيء، لكن هل كان من العدل أن أتجاهل ماضي المتمردة بهذه السهولة؟
في تلك اللحظات التي تلت، بدأت الحياة تأخذ منحنى مختلفًا. كنت أعلم أن المتمردة قد اختارت طريقها، وأنها لم تعد جزءًا من عالمي. لكنني كنت أحتاج إلى المزيد من الوقت لفهم كل ما مررت به، وكيفية تأثيره على مستقبلي.
ذات مساء، جلست مع ليلى في مكاننا المفضل، حيث كان الهدوء يعم الأجواء. كانت عيناي تتأملان الأفق البعيد، بينما كانت يدي تمسك بيدها بكل قوة. “أنتِ أمنيتي، ليلى”، همستُ في أذنها. “لكنني لا أستطيع أن أنسى الماضي بسهولة.”
ابتسمت ليلى، وأجابت بصوت ناعم، “أعلم أن الماضي جزء منك، وأنه لا يمكننا الهروب منه. لكن، ما يهم هو كيف نختار أن نعيش اليوم، وكيف نبني غدًا أفضل.”
كانت كلماتها تلامس قلبي، وكأنها تذكرني بشيء كنت قد نسيته. في تلك اللحظة، أدركت أن الحياة لا تقاس بالماضي فقط، بل بما نصنعه في الحاضر والمستقبل. وعلى الرغم من أن المتمردة قد تركت فراغًا في قلبي، إلا أنني كنت قد اخترت أن أكمل حياتي مع ليلى.
وبينما كنت أستعيد حواسي، شعرت بأنني أخيرًا قد وجدت السلام الداخلي الذي كنت أبحث عنه.
إلى اللقاء في الجزء السابع والعشرون.
