القاهرية
العالم بين يديك

لم تركع مصر حين ركع الجميع .

9

كتب.  محمد الحوري
ما أشبه الليلة بالبارحة من يتأمل الضعف العربي والإسلامي اليوم يخيل إليه أن الأمل قد ضاع في وحدة الأمة وهزيمة الأعداء ،فعندما سمحت بعض الدول العربية بإنشاء قواعد عسكرية لأمريكا على أراضيها فلا عجب أن نراهم يدفعون الجزية للسيد الأمريكي عن يد وهم صاغرون فعندما ارتقى الرئيس الأمريكي ترامب الى سدة الحكم في ولايته الأولى فرض على المملكة السعودية ودول الخليج إتاوات ضخمة تفوق ميزانية دول بأكملها واليوم عندما عاد للمرة الثانية لرئاسة أمريكا بدأ يومه الأول بفرض إتاوة جديدة على السعودية تقدر ب600 مليار دولار والمدهش حقا أن تسارع السعودية في الاستجابة.
هذا الموقف يذكرنا باجتياح قوات المغول والتتار للعالم في القرن الثالث عشر الميلادي بقيادة ملكهم جنكيز خان عندما خرجوا من موطنهم منغوليا يحاربون الصين ويستولون عليها ثم بلاد الدولة الخوارزمية ثم بلاد فارس وكانوا ينشرون القتل والخراب والدمار في كل البلاد . وعندما وصل هولاكو قائد جيوش المغول إلى دولة الخلافة الإسلامية في بغداد حاول المستعصم بالله الخليفة العباسي يسترضيه بالذهب والمجوهرات كي يرجع عن بلاده . لكن هولاكو حاصرها لمدة اثنى عشر يوما وعندما سقطت بغداد انطلق المغول يدمرون كل شيء أمامهم فقتلوا مايقارب من مليون إنسان وألقوا بالمصاحف والكتب في نهر الفرات الذي تغير لونه بلون الحبر
بعذ ذلك سارع أمراء الشام بتقديم الهدايا والتحف والنفائس للحفاظ على عروشهم ولكن المغول لا يرحمون الضعفاء فاجتاحوا بلاد الشام واحتلوها حتى وصلوا إلى حدود مصر .
أرسل هولاكو رسالة تهديد لسلطان مصر كي يستسلم ويسلم بلاده دون مقاومة .لكن السلطان المملوكي سيف الدين قطز قتل رسل المغول وعلقهم على أبواب القاهرة وخرج بالجيش المصري في رمضان 658 وهزم طلائع المغول في غزة ثم التقى بهم في معركة عين جالوت التي كانت نهاية إمبراطورية المغول .كان الانتصار المصري مدويا وكان بمثابة عودة الروح للجسد العربي المستسلم فمصر لم تخضع لتهديدات أكبر قوة على الأرض في ذلك الوقت .
واليوم نرى المشهد بصورة عصرية فدولة الاحتلال الإسرائيلي تدمر قطاع غزة وتقتل مايقارب من خمسين ألف إنسان على مرأى ومسمع ومباركة ومساندة من دول العالم الكبرى وبين خذلان من البلاد العربية الخاضعة للعدو .
إن الهدف من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واضح تماما من بدايته وهو إخراج أهل غزة وترحيلهم إلى سيناء ولكن الدولة المصرية وجيشها الباسل لم تقبل بهذا وانتشر الجيش المصري على حدودنا الشرقية بكامل أسلحته وكان الصخرة التي تحطمت عليها أحلام العدو .
وأخيرا يخرج علينا سيد العالم الجديد مطالبا بتهجير أهل غزة إلى سيناء والأردن مستخدما سلاح التهديد والوعيد هذا الرجل لا يقرأ التاريخ كي يعرف أن الدولة المصرية بتاريخها الممتد لأكثر من سبعة آلاف عام قضت على أحلام الطغاة والمستعمرين ودفنتهم في رمالها.
إن أهم سمات الشخصية المصرية الصلابة والتماسك أمام المحن والأزمات والتضحية بكل غال ونفيس من أجل الوطن .
وأنا أتساءل أما كان لدول الخليج الغنية تقديم الدعم المالي إلى مصر لسداد ديونها وهي ديون تحملتها مصر في حروبها ضد العدو دفاعا عن قضية فلسطين بدلا من دفعه إتاوات وجزية للأعداء.
إن مصر هي قلب العروبة النابض بدونها لن تقوم للعرب قائمة فهل يفيق العرب ويعودون إلى وحدتهم مرة أخرى ؟؟؟؟؟

قد يعجبك ايضا
تعليقات