د. إيمان بشير ابوكبدة
منذ لحظة ولادة الطفل، يصبح دماغه بمثابة معجزة في طور التشكل. إن دماغ الطفل حديث الولادة مثير للإعجاب بالفعل، لكن حجمه لا يتجاوز 25% من حجم دماغ الشخص البالغ. مع مرور السنين، يخضع الدماغ لتغيرات كبيرة وينمو، سواء من حيث الحجم أو السعة.
لا يصل الدماغ إلى حجمه الأقصى إلا في حوالي سن الخامسة والعشرين، لكن التطور الأكثر أهمية يحدث خلال سنوات المراهقة.
أشياء يجب معرفتها حول تطور دماغ المراهقين
هناك بعض الأمور المهمة التي يجب معرفتها حول تطور الدماغ لدى المراهقين. هذه المرحلة من الحياة مهمة بشكل خاص، وتشجيعك ودعمك قد يكون مفيدًا جدًا لطفلك. وهنا ما يجب أن تعرفه:
المراهقة هي فترة مهمة لتطور الدماغ
خلال فترة المراهقة، يخضع الدماغ لسلسلة من التغيرات التحويلية، بما في ذلك زيادة في المادة الرمادية (التي تضم أجسام الخلايا العصبية) وانخفاض في المادة البيضاء (التي تربط مناطق الدماغ المختلفة).
تعمل هذه التغييرات على تعزيز الوظائف الإدراكية مثل اتخاذ القرار والتخطيط والتحكم في الدوافع. التجارب الاجتماعية تساهم في نمو الدماغ تلعب التفاعلات الاجتماعية والصداقات والتجارب العاطفية دورًا حيويًا في نمو دماغ المراهقين. يعتبر دماغ المراهق متقبلاً للغاية للمثيرات الاجتماعية والعاطفية، وخلال هذا الوقت يطور الأفراد شعوراً بالهوية والتعاطف والمهارات الاجتماعية.
دماغ المراهق يتعلم ويتكيف بسرعة
يتمتع المراهقون بقدرة مذهلة على التعلم والتكيف بسرعة. ويرجع هذا جزئيًا إلى زيادة تقليم المشابك العصبية، مما يعمل على تحسين وتعزيز الروابط العصبية. المراهقون في ذروة عطائهم لاكتساب المعرفة والمهارات الجديدة. قد يبدأ ظهور المرض العقلي خلال هذه الفترة لسوء الحظ، تعتبر فترة المراهقة أيضًا فترة يمكن أن تظهر فيها مشكلات الصحة العقلية. فقد تظهر حالات مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل خلال هذه السنوات. ومن الضروري أن نكون يقظين ونقدم الدعم عند الحاجة.
دماغ المراهق مرن
رغم أن دماغ المراهق يخضع لتغييرات كبيرة، فإنه يتمتع أيضًا بقدرة كبيرة على الصمود. توفر هذه الفترة فرصة ممتازة للتدخلات لمعالجة القضايا المحتملة وتعزيز التطور الإيجابي للدماغ.
كيفية تعزيز نمو دماغ المراهقين بشكل صحي؟
تجنب الإصابات
يمكن أن يكون المراهقون مغامرين وقد يتخذون مخاطرات، مما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابات.
تأكد من ارتداء الأطفال للخوذات ومعدات الحماية عند الضرورة، سواء كانوا يركبون الدراجات أو يتزلجون أو يمارسون الرياضة. قم بتثقيفهم حول أهمية السلامة.
إعطاء الأولوية للنوم
يعتبر الحصول على نوم جيد ليلاً أمراً ضرورياً للعمل الإدراكي. يحتاج المراهقون إلى ما يقرب من 8 إلى 10 ساعات من النوم كل ليلة، ولكن الكثير منهم يجدون صعوبة في الحصول على ما يكفي بسبب متطلبات المدرسة ووقت الشاشة. شجع على اتباع جدول نوم ثابت وخلق بيئة مناسبة للنوم.
تناول نظامًا غذائيًا متوازنًا يحتوى على المزيد من الخضروات والفواكه
يوفر النظام الغذائي المتوازن الغني بالفواكه والخضروات ذات الأوراق الخضراء والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية العناصر الغذائية الأساسية التي تدعم النمو المعرفي. تعتبر أحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك مفيدة بشكل خاص لصحة الدماغ.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
لا يعد النشاط البدني ضروريًا للجسم فحسب؛ بل إنه يؤثر بشكل إيجابي على الدماغ أيضًا. تعمل التمارين الرياضية على زيادة تدفق الدم إلى المخ وتعزيز إطلاق المواد الكيميائية التي تدعم التعلم والذاكرة. شجع طفلك المراهق على المشاركة في الأنشطة البدنية المنتظمة التي يستمتع بها، سواء كانت الرياضة، أو الرقص، أو مجرد المشي.
الاتصال الاجتماعي
كما ذكرنا سابقًا، تعتبر التجارب الاجتماعية جزءًا لا يتجزأ من نمو دماغ المراهق. شجع طفلك المراهق على الحفاظ على علاقات صحية مع الأصدقاء والعائلة. يمكن للتفاعلات الاجتماعية الإيجابية أن تعزز احترام الذات، والمرونة، والذكاء العاطفي.
أنشطة العناية الذاتية
غالبًا ما يواجه المراهقون مستويات عالية من التوتر والقلق بسبب الضغوط الأكاديمية والتحديات الاجتماعية.
علمهم تقنيات العناية الذاتية مثل التأمل واليوغا، والتي يمكن أن تساعد في إدارة التوتر وتحسين التركيز وتعزيز الصحة العاطفية.
أنشطة تحفيزية عقلية
تساعد الأنشطة المحفزة عقليًا على تطوير المهارات الإدراكية والحفاظ على نشاط الدماغ.
شجع القراءة وحل الألغاز والانخراط في الهوايات التي تتطلب التفكير النقدي. يمكن لهذه الأنشطة أن تعزز الذاكرة والقدرة على حل المشكلات والإبداع.