القاهرية
العالم بين يديك

أمراض الجهاز الهضمي والتكنولوجيا المحمولة

10

د. إيمان بشير ابوكبدة

اصبح باستخدام التكنولوجيا المحمولة، يمكن التنبؤ بأمراض مثل مرض التهاب الأمعاء والسيطرة عليها، وفقا لأبحاث حديثة، مما يسمح بالمراقبة المستمرة للأمراض من خلال الأجهزة الموجودة في متناول أي مواطن وبالتالي تحسين نوعية الحياة للمتضررين.

يعتبر مرض التهاب الأمعاء من الأمراض المزمنة التي تسبب التهابًا في الأمعاء. تعتمد الطرق الحالية لرصد هذه الأنواع من الاضطرابات بشكل عام على التفاعل المباشر للمرضى مع أطبائهم، إما من خلال الاستشارات الشخصية أو اختبارات الدم أو البراز، أو من خلال تنظير القولون. عادةً ما تقوم هذه الأساليب بتقييم المرض في وقت ما، وغالبًا ما تكون غازية أو تسبب إزعاجًا للمصابين.

ومع ذلك، وفقًا للعمل الذي أجراه الباحثون في مستشفى ماونت سيناي في نيويورك (الولايات المتحدة الأمريكية)، وجدوا أن بعض الأجهزة القابلة للارتداء يمكنها تحديد وتمييز والتنبؤ بنوبات التفاقم أو تفاقم الأعراض والالتهابات في مرض التهاب الأمعاء.” تظهر دراستنا أن الأجهزة القابلة للارتداء شائعة الاستخدام، مثل ساعات ٱبل وفيتبيتس، يمكن أن تكون أدوات فعالة لمراقبة الأمراض الالتهابية المزمنة مثل مرض التهاب الأمعاء. وقال المؤلف الأول الدكتور روبرت هيرتن، المدير السريري لمعهد هاسو بلاتنر للصحة الرقمية والطب، “هذا يخلق فرصة لرصد المرض عن بعد خارج بيئة الرعاية الصحية، بشكل مستمر وربما في الوقت الحقيقي.” أمراض الجهاز الهضمي والذكاء الاصطناعي وصحة الإنسان في كلية إيكان للطب في جبل سيناء.

وسجلت الدراسة، التي نشرت في مجلة أمراض الجهاز الهضمي، أكثر من 300 مشارك يعانون من التهاب القولون التقرحي أو مرض كرون، وهما النوعان الرئيسيان من مرض التهاب الأمعاء، من 36 ولاية. ارتدى المشاركون الأجهزة، وأجابوا على استبيانات الأعراض اليومية، وقدموا تقييمات الالتهاب في الدم والبراز.

ووجد الباحثون أن الأنماط اليومية لتقلب معدل ضربات القلب (علامة على وظيفة الجهاز العصبي)، إلى جانب معدل ضربات القلب، والأكسجين، والنشاط اليومي، والتي يتم قياسها جميعًا بواسطة الأجهزة القابلة للارتداء، قد تغيرت بشكل كبير عند وجود التهاب أو أعراض.

علاوة على ذلك، يمكن لهذه العلامات الفسيولوجية اكتشاف الالتهاب حتى في غياب الأعراض وتمييز ما إذا كانت الأعراض ناجمة عن التهاب نشط في الأمعاء. والجدير بالذكر أن الباحثين وجدوا أن هذه المقاييس التي تم قياسها بواسطة الأجهزة القابلة للارتداء تغيرت لمدة تصل إلى سبعة أسابيع قبل ظهور تفشي المرض.

“إن النتائج التي تم الحصول عليها تفتح الباب أمام تسخير التكنولوجيا القابلة للارتداء لمراقبة الصحة وعلاج الأمراض بطرق مبتكرة لم نفكر فيها من قبل، ومن هنا تأتي الحاجة إلى هذا النهج لتحسين نوعية حياة مرضانا بشكل كبير في المستقبل”.

ولهذا السبب يطبق هؤلاء الخبراء أساليب مماثلة على الأمراض الالتهابية المزمنة الأخرى، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، ويستفيدون من الذكاء الاصطناعي لتطوير خوارزميات تستخدم البيانات من الأجهزة القابلة للارتداء للتنبؤ بنوبات التوهج على أساس فردي.

قد يعجبك ايضا
تعليقات