مخاطر تعاطي المضادات الحيوية وإساءة استخدامها
د. إيمان بشير ابوكبدة
المضادات الحيوية هي أدوية تم تطويرها لمكافحة الالتهابات البكتيرية، ومنعها من التكاثر أو القضاء عليها بشكل مباشر. ومع ذلك، من المهم أن نأخذ في الاعتبار أنه ليس كل المضادات الحيوية لها نفس التأثير على البكتيريا، حيث أن هناك بعض الالتهابات البكتيرية التي ليس من الضروري أو المناسب تناول المضادات الحيوية لها.
في الواقع، من الشائع عدم وصف المضادات الحيوية لبعض الأمراض البكتيرية، مثل بعض أمراض الأذن. من ناحية أخرى، تجدر الإشارة إلى أن المضادات الحيوية الشائعة ليست مفيدة لمكافحة الالتهابات الفيروسية، مثل نزلات البرد والأنفلونزا وغيرها.
ماذا يعني سوء استخدام أو إساءة استخدام المضادات الحيوية؟
إن اتخاذ قرار بنفسك بشأن موعد تناول المضادات الحيوية وأي منها يجب تناوله يؤدي إلى إساءة استخدام المضادات الحيوية أو الإفراط في استخدامها. إما باستخدامها عندما لا ينبغي ذلك، أو بعدم استخدامها عند الضرورة، أو بتناول جرعة أعلى من الموصى بها.
إذا لم يتم تناول المضادات الحيوية عند الضرورة، فإن الآثار الصحية تكون ضارة، وتمنع الشفاء السريع للجسم. على العكس من ذلك، فإن تناولها عندما لا ينبغي عليك تناولها أو تناولها بشكل مكثف أكثر من المعتاد هو ما نعرفه بإساءة استخدام المضادات الحيوية.
لماذا تصبح البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية؟
تحدث هذه المقاومة عندما تتحور البكتيريا كاستجابة وآلية للبقاء على قيد الحياة لاستخدام المضادات الحيوية. وهذا يعني أن البكتيريا لا تستمر في النمو فحسب، بل إنها تفعل ذلك عن طريق تخفيف التأثيرات المثبطة للمضادات الحيوية. ولذلك، فإن شدة العدوى التي تسببها يكون من الصعب عكسها.
عواقب سوء استخدام المضادات الحيوية
إن سوء استخدام هذا النوع من الأدوية يمكن أن يسبب آثارًا صحية ضارة ، قد تختلف شدتها. هذه بعض من الأكثر شيوعا:
الغثيان والقيء.
الطفح الجلدي والأمراض الجلدية الأخرى.
إسهال.
الالتهابات الفطرية.
تفاعلات حساسية أكثر خطورة.
نصائح للاستخدام الصحيح للمضادات الحيوية
النصيحة الأهم قبل تناول أي نوع من المضادات الحيوية هي الذهاب إلى الطبيب المختص لمعرفة أيهما أنسب حسب العدوى البكتيرية التي تطورت في جسمك. في الواقع، لا يجوز شراء أي مضاد حيوي دون وصفة طبية مناسبة.
يجب عليك فقط تناول المضاد الحيوي الذي وصفه لك الطبيب وبالجرعة التي وصفها لك. أي أنه من المهم عدم تجاوز الجرعة الموصى بها لتجنب التعرض المفرط للمضادات الحيوية، وبالتالي زيادة قدرة البكتيريا على المقاومة. وبالمثل، ليس من المستحسن إنهاء العلاج في وقت أبكر من الموعد المحدد، حيث قد لا يتم القضاء على بعض البكتيريا بحلول ذلك الوقت. وفي حالة الانتهاء من العلاج وعدم تناول جميع المضادات الحيوية، فلا تحتفظ بها للمستقبل. وفي هذه الحالة يفضل أخذ بقايا الدواء إلى الصيدلية للتخلص منها بالشكل الصحيح.
من المهم التحقق من الآثار الجانبية المحتملة لكل مضاد حيوي، وكذلك استبعاد أي نوع من الحساسية لهذا النوع من الأدوية قبل أن يصفها الطبيب المختص.
كم من الوقت يمكنك تناول المضادات الحيوية؟
تعتمد كل من الكمية اليومية للمضادات الحيوية ومدتها مع مرور الوقت على عوامل متعددة. لا يمكن تناول جميع المضادات الحيوية بنفس المدة الزمنية أو بنفس الجرعة. عادة، تتراوح المدة الموصى بها بين 5 و 7 أيام ، ولكن ليس من الضروري دائمًا أن تكون على هذا النحو. في الواقع، بعض العلاجات المعتمدة على المضادات الحيوية تستمر لمدة 3 أيام فقط.
من ناحية أخرى، قد تختلف الفترة الموصى بها لكل مريض حسب تاريخه السريري أو الأمراض السابقة التي يعاني منها. ولهذا السبب، من الضروري دائمًا اتباع تعليمات الطبيب المختص فيما يتعلق بتناول المضادات الحيوية. حتى عندما يكون الشخص مقتنعًا بالمضاد الحيوي الذي سيصفه وبأي جرعة، فمن الضروري دائمًا التحقق من ذلك مع الطبيب.
