القاهرية
العالم بين يديك

الدورة النفسية للإساءة والتسامح .

7

 

كتبت/ سالي جابر 

أخصايية نفسية

 

يشيرهذا المصطلح إلى نمط دوري يتكرر في العلاقات السامة أو المسيئة، حيث تتكرر الإساءة والتصالح بطريقة تجعل من الصعب كسر هذا النمط. يُطلق على هذا النمط أحيانًا “دورة العنف”، ويتضمن أربع مراحل رئيسية:

 

1. مرحلة التوتر المتزايد:

 

تبدأ العلاقة بالتصاعد التدريجي في التوتر.

 

يظهر فيها الغضب الكامن، سوء التفاهم، والمشاكل الصغيرة التي تتفاقم.

 

قد يحاول الطرف المتضرر تجنب التصعيد أو تهدئة الطرف المسيء.

 

2. مرحلة الانفجار (الإساءة):

 

تحدث الإساءة بشكل علني، سواء كانت لفظية، عاطفية، جسدية، أو نفسية.

 

يشعر الطرف المتضرر بالصدمة والخوف، وقد يحاول الدفاع عن نفسه أو الانسحاب.

 

3. مرحلة التصالح :

 

يحاول الطرف المسيء إظهار الندم وطلب المغفرة.

يُقدم وعودًا بالتغيير أو يظهر تعبيرات عن الحب والاهتمام.

يشعر الطرف المتضرر بالأمل في أن الوضع سيتغير.

 

4. مرحلة الهدوء:

 

يدخل الطرفان في فترة استقرار مؤقتة حيث يبدو أن الأمور تتحسن.

 

مع مرور الوقت، يبدأ التوتر بالتزايد مرة أخرى، ويعود النمط إلى البداية.

 

لكن لماذا يحدث التسامح رغم الألم وللنشاعر السلبية؟

 

لأن التسامح يمكن أن يكون نتيجة لتأثير مشاعر الحب أو الأمل في التغيير.

يشعر الطرف المتضرر بالذنب أحيانًا، خاصة إذا كان المسيء يستغل ضعف الضحية نفسيًا.

مع الوقت، يؤدي التكرار إلى استنزاف الثقة بالنفس ويجعل من الصعب على الطرف المتضرر الخروج من العلاقة.

 

كيف السبيل من تلك الدورة إذًا؟

 

التوعية: فهم النمط والتعرف عليه في العلاقة.

طلب المساعدة: من مختصين نفسيين أو دعم اجتماعي موثوق.

وضع الحدود: رفض التسامح غير المشروط وطلب تغيير حقيقي.

التحرر: إذا استمرت الإساءة، يصبح الانفصال أو إنهاء العلاقة هو الحل الأمثل.

وقبل كل شيء، أن يحاول الشخص فهم ذاته وتقديرها جيدًا، ليس الجميع متاح للحب والمغفرة…

 

الخطورة هنا تكمن في أن قدرة الشخص المعطاء للحب والتسامح يصبح ضحية، ويبقى في تلك الدائرة المغلقة وهو متخيل أنه قوي، متسامح، محب، معطاء… يرى في نفسه كل الصفات الإيجابية، لكنها سامة تجعله ضحية يقع تحت براثن الصدمات ويعاني وحيدًا، ولعذا فلابد من القوة الحقيقية الناتجة من فهم استحقاق الذات، وشجاعة ودعم من المحيطين.

قد يعجبك ايضا
تعليقات