د/حمدان محمد
يأتي يوم 25 يناير كل عام ليحمل في طياته ذكرى وطنية خالدة، تجسد ملحمة بطولية سطرها رجال الشرطة المصرية في مواجهة الاحتلال البريطاني عام 1952. تلك الملحمة التي أصبحت رمزاً للتضحية والفداء، ودليلاً على قوة إرادة المصريين وصمودهم أمام كل أشكال العدوان.
ويعود هذا اليوم التاريخي إلى حادثة الإسماعيلية، عندما رفضت قوات الشرطة المصرية الاستسلام أمام قوات الاحتلال البريطاني التي حاصرت مبنى المحافظة وطلبت تسليم الأسلحة وإخلاء المكان. إلا أن رجال الشرطة البواسل قرروا المقاومة حتى آخر نفس، مقدمين أرواحهم فداءً للوطن. استشهد في تلك المعركة 50 بطلاً وأصيب أكثر من 80، ولكن صمودهم كان الشرارة التي أوقدت نيران الثورة في قلوب المصريين، وأصبح يوماالشرطة تخليداً لهذه اللحظة المشرفة.
وإلى هذا اليوم، تواصل الشرطة المصرية أداء دورها البطولي في حفظ الأمن والاستقرار. فمن مكافحة الجريمة بكل أشكالها إلى حماية المنشآت والممتلكات العامة والخاصة، يقف رجال الشرطة كدرع متين يحمي الوطن والمواطنين. تضحياتهم اليومية وجهودهم المستمرة تؤكد أن روح الفداء التي شهدناها في ملحمة الإسماعيلية لا تزال متأصلة في وجدانهم.
فهذه تحية تقدير واعتزاز لهذه المناسبة الوطنية العزيزة، نتوجه بخالص التحية والتقدير لكل قيادات وأفراد الشرطة المصرية، الذين يثبتون يوماً بعد يوم أنهم أهل للثقة والمسؤولية. إن احتفالنا بيوم للشرطة ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو تجديد للعهد بأن تبقى مصر واحة للأمن والأمان، بفضل سواعد رجالها المخلصين.
كل عام ورجال الشرطة بخير، وكل عام ومصرنا الحبيبة في أمان وعزة.