القاهرية
العالم بين يديك

الوسطية في الإسلام

11

د.ابراهيم عوض
قد يتهم البعض الإ سلام بأنه دين التشدد والمغالاة ، ولكن من يتأمل في تعاليم الإسلام يجد أنه دين يقوم علي
الوسطية السمحة .
فهو دين لا يدعوا الي الغلو والتشدد ، ولا يدعوا الي التساهل الشديد، فأمة النبي هي أمة كما وصفها رب العالمين
بأنها هي أمة وسطية كما قال الله تعالي ” وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ
وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ”.
فالوسطية في مضمونها اتباع النصوص، لا اتباع الأهواء ولا الآراء، كما أنها المنهج الرباني الذي ينسجم مع
الفطرة الإنسانية، كما أنها ليست اتهام المخالف بالتطرُّف والتشدُّد لمجرد أن اختلف مع الرأي الأخر .
من مظاهر الاعتدال والوسطية في الإسلام:
أ- في مجال الاعتقاد:
فهناك من كفر المسلمين بارتكاب الكبائر، وجعله مخلداً في النار، وتشددوا في تكفير المسلمين وهم:
الخوارج، وذيولهم حالياً هم فرقة داعش أو غيرهم، وقد يأتي غيرهم مستقبلا، وهم الذين خرجوا على
المسلمين فقتلوا فيهم وكفروهم، فهؤلاء عندهم غلو وتشدد في الدين.
وهناك على النقيض فرق كالمرجئة المتهاونين في ارتكاب الكبائر بحجة أنه لا يضر مع الإيمان كبيرة،
فتساهلوا في المعاصي، وارتكبوا الفواحش.
وأما أهل السنة والجماعة فقد كانوا معتدلين فلم يكفروا أحدا من المسلمين، ولم يكفروا مرتكبي الكبائر، بل
قالوا ينقص إيمانهم بقدر معصيتهم، فهذا الوسط في دين الله -عز وجل.
ب- في مجال العبادة :
الإسلام وسط في عباداته وشعائره بين الأديان والنحل التي ألغت الجانب ” الرباني ” جانب العبادة والتنسك والتأله
ــ من فلسفتها وواجباتها، كالبوذية التي اقتصرت فروضها على الجانب الأخلاقي الإنساني وحده، فالإسلام يكلف المسلم أداء شعائر محددة في اليوم كالصلاة أو في السنة كالصوم أو في العمر كالحج ليظل دائما موصولا بالله غير منقطع عن رضاه سبحانه وتعالي ثم يأمره سبحانه بالسعي والإنتاج والعمل والأكل من رزقه سبحانه وتعالى.
ج. وسطية الإسلام في التشريع
مما لاشك فيه أن التشريع الإسلامي هو التشريع الأوسط والأكمل بين الشرائع.ففي التشريع الاسلامي موازنة دقيقة بين التكليف والاستطاعة .فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها. هذه هي وسطية الإسلام.

قد يعجبك ايضا
تعليقات