القاهرية
العالم بين يديك

المتمردة – الجزء الثالث والعشرون الغيرة والحقد

8

بقلم د_ عيد علي

بعد أن علمت المتمردة أنني تركتها وأحببت ليلى، اشتعلت نيران الغيرة في قلبها. حاولت استعادة ما فقدناه بأي وسيلة، ووعدتني بمنحي كل ما أريد إذا عدت إليها وأحيينا حبنا كما كان.

لكنني كنت متمسكًا بليلى، وهي بدورها تمسكت بي بكل قوة، متجاهلين كل ما قد يحاول إبعادنا عن بعضنا. غير أن الغيرة التي التهمت قلب المتمردة تحولت إلى حقد دفين، جعلتني أشعر أن العاصفة لم تنتهِ بعد، بل كانت البداية فقط لما هو قادم.

مشاعرها المتضاربة بين الحب القديم والانتقام، وقراري بالتمسك بمن أحب، جعلا المواجهة بيننا أمرًا لا مفر منه.

استمرت المتمردة في محاولاتها، تارة تذرف الدموع وتارة أخرى تعبر عن غضبها بشكل قاسي. كان واضحًا أن قلبها يشتعل بحقد عميق، لكنها لم تترك أملًا في إعادتي إليها. ومع كل كلمة كانت تقولها، كانت تجرحني أكثر، ومع ذلك كنت أقف ثابتًا، عازمًا على ألا أعود للوراء.

ليلى، التي أصبحت دائمًا ملجئي في كل الأوقات، وقفت بجانبي، تدعمني بحبها وصبرها. كانت تعلم أن هذا الصراع لن يكون سهلًا، لكنها كانت على يقين أننا نمر بتجربة تهدد كل شيء حولنا.

ومع مرور الأيام، أصبح الوضع أكثر تعقيدًا. المتمردة لم تكتفِ بالتلميحات والكلمات، بل بدأت في اتخاذ خطوات أكثر تطورًا، مدفوعة بنيران غيرتها التي لا تنطفئ. كلما اقتربت المدة التي أمضيناها معًا، زادت محاولاتها، وأصبح الضغط نفسيًا وعاطفيًا أكبر من أي وقت مضى.

في تلك اللحظات، كنت أتساءل: هل ستستطيع المتمردة أن تكسرنا؟ أم أننا سنظل متمسكين ببعضنا مهما كان الثمن؟ الإجابة كانت واضحة في قلب كل واحد منا، لكن ما سيحدث بعد ذلك كان لا يزال غامضًا، وجميعنا نعلم أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد.
إلى اللقاء مع الجزء الرابع والعشرون

قد يعجبك ايضا
تعليقات