بقلم د_ عيد علي
ليلتها، وبينما كنت أراقب ليلى وهي تغفو بجانبي، أدركت أن الحب ليس مجرد شعور نبحث عنه، بل هو قرار نتخذه يوميًا. قررت أن أقاتل من أجلها، من أجلنا، ومن أجل الحلم الذي بدأنا نبنيه معًا.
ولكن، كما لو أن الحياة أرادت اختبار إيماننا، أتى صباح اليوم التالي محملًا بالأخبار التي قلبت عالمنا رأسًا على عقب.
طرق أحد الحراس باب مكتبي في عجلة، وقال:
“سيدي، لدينا مشكلة خطيرة. أحد مستشاري القصر قد خاننا وأفشى أسرار المملكة للمتمردة.”
تسارعت نبضات قلبي، ولكنني حافظت على رباطة جأشي. نظرت إلى ليلى، التي كانت تقف بجواري، ورأيت في عينيها نفس العزيمة التي شعرت بها عندما قابلتها لأول مرة.
“لا يمكننا أن ندع هذا يهزمنا”، قالت بصوت حازم. “هذا ليس وقت التردد. نحن أقوى مما نظن.”
بدأنا بالتحرك بسرعة. استدعينا الحلفاء، ووضعنا خطة لاستعادة السيطرة على الوضع. لم يكن الأمر سهلًا، فقد كانت المتمردة دائمًا تعرف كيف تستغل نقاط الضعف، لكنها لم تكن تعلم أن هذه المرة كنا مستعدين.
في تلك الأيام العصيبة، اكتشفت جانبًا جديدًا من ليلى. كانت أكثر من مجرد شريكة. كانت قائدة بكل معنى الكلمة. كانت كلماتها تحفز الجنود، وأفعالها تمنح الجميع الأمل.
“إذا أردنا أن ننتصر، علينا أن نؤمن أننا نستطيع”، قالت في اجتماع مع كبار القادة.
وفي مواجهة الخطر، واجهنا أكبر معركة في حياتنا. كانت المتمردة خصمًا عنيدًا، لكننا لم نتراجع. كان قلبي يخفق بقوة وأنا أرى ليلى تقف إلى جانبي في ساحة المعركة، شجاعة ومصممة.
انتهت المعركة بانتصارنا، ولكن بثمن غالٍ. خسرنا الكثير من الأشخاص الذين كانوا جزءًا من رحلتنا، ولكننا اكتسبنا شيئًا أهم—إيمانًا لا يتزعزع بأننا قادرون على بناء مستقبل جديد.
في تلك الليلة، جلسنا تحت السماء المرصعة بالنجوم. نظرت إلى ليلى وقلت:
“لقد اختبرنا القدر مرات عديدة، ولكنني أعتقد أننا أقوى الآن. هذا النصر ليس النهاية، بل هو البداية.”
ابتسمت ليلى وقالت:
“البداية الحقيقية ليست في الانتصار، بل في قدرتنا على المضي قدمًا رغم كل ما واجهناه. المملكة بحاجة إلينا، ونحن بحاجة إلى أن نبقى معًا.”
مع شروق شمس اليوم التالي، بدأنا فصلًا جديدًا من حياتنا. كان في الأفق الكثير من التحديات، ولكننا كنا على استعداد لمواجهتها معًا.
إلى اللقاء في الجزء العشرين…