القاهرية
العالم بين يديك

المتمردة . الجزء السادس

6

بقلم: د _ عيد علي

بدأت رحلتنا الجديدة وكأنها اختبار طويل، تجمع فيه الأمل والخوف، الحذر والرغبة في الاكتشاف. كنا نلتقي أكثر، نتحدث عن حياتنا، أحلامنا، وحتى مخاوفنا. كل يوم كنت أتعرف فيها على وجهٍ جديد، وكنت أزداد تعلقًا بها رغم إدراكي بأن الطريق ليس سهلًا.

ذات يوم، وأثناء حديثنا عن ذكريات الطفولة، قالت بصوت حالم:

“كنت أعتقد أنني أستطيع مواجهة العالم وحدي، أنني لا أحتاج إلى أحد ليحمل عني همومي. لكن الآن أدركت أن الإنسان لا يمكن أن يعيش دون سند، دون شخص يشعره أنه ليس وحده.”

ابتسمت وقلت:

“وأنا كنت أظن أن الحب مجرد فكرة مثالية، لكنه معكِ أصبح حقيقة، شيء أعيشه كل يوم، ليس فقط بالكلمات، بل بكل ما أشعر به تجاهك.”

شعرتُ أن شيئًا في قلبها بدأ يلين، أن الحواجز التي وضعتها لحماية نفسها بدأت تنهار تدريجيًا. ومع ذلك، كنت أعلم أن الطريق لا يزال مليئًا بالتحديات.

الاختبار الحقيقي

لم يمر وقت طويل حتى تعرضت لعقبة كادت أن تفرقنا. كان ذلك حينما بدأت الشكوك تساورها بشأن نواياي. قالت لي ذات مرة:

“كيف يمكنني أن أكون واثقة أنك ستبقى بجانبي دائمًا؟ أن هذا الحب لن يتغير مع الزمن؟”

نظرت إليها مليًا وأجبتها بصدق:

“لا أستطيع أن أعدك بأن كل شيء سيكون دائمًا مثاليًا، أو أن الطريق سيكون سهلًا. لكن ما أستطيع أن أعدك به هو أنني سأبذل كل جهدي لأبقى بجانبك، وأن أحارب لأجل هذا الحب مهما كانت الصعوبات.”

كانت تلك الكلمات بمثابة وعد بيننا، وعد بأن نواجه المخاوف سويًا.

لحظة الاعتراف الكبرى

بعد أشهر من المحاولات والتقرب، وفي مساءٍ هادئ، بينما كنا نتحدث تحت سماء ملبدة بالنجوم، نظرت إليّ بعينين يملؤهما الحنان وقالت:

“أريد أن أكون صادقة معك. لا أعلم كيف حدث هذا، أو متى بالتحديد، لكنني بدأت أرى فيك كل ما كنت أبحث عنه. ربما لم يكن الأمر واضحًا لي من البداية، لكنك الآن جزء لا يتجزأ من عالمي. أعتقد… أنني أحبك.”

توقفت الكلمات في حلقي. شعرت أن قلبي يكاد ينفجر من السعادة. أخيرًا، اللحظة التي انتظرتها جاءت.

أمسكت بيدها وقلت بصوت مرتجف:

“أحبكِ، وسأظل أحبكِ مهما حدث. أنتِ حلمي الذي تحقق، وواقعي الذي أعيشه بكل حب وشغف.”

إلى اللقاء مع الجزء السابع

قد يعجبك ايضا
تعليقات