بقلم: د . عيد علي
مرت الأيام بعد اعترافها كأنها تنقلني من عالمٍ إلى آخر. أصبحت كل لحظة تجمعنا كنزًا لا يُقدّر بثمن، وكل كلمة تقولها أشبه بموسيقى تعزف على أوتار قلبي. كان حبي لها ينمو يومًا بعد يوم، وكان إحساسي بأنني أخيرًا وجدت نصفي الآخر يزداد قوة.
ولكن، وكما هي الحياة دائمًا، لم يكن الطريق مفروشًا بالورود.
العاصفة الأولى
في أحد الأيام، بدت شاردة، وكأن هناك ما يثقل كاهلها. سألتها:
“هل هناك شيء يؤرقك؟ أشعر أنكِ تحملين همًا لا تريدين الإفصاح عنه.”
ترددت للحظة، ثم أجابت:
“هناك أشياء عن ماضيّ لم أخبرك بها بعد. أشياء قد تجعلك تنظر إليّ بطريقة مختلفة.”
شعرت بقلقٍ يتسلل إلى قلبي، لكنني تمسكت بالهدوء وقلت لها:
“كلنا لدينا ماضٍ يا عزيزتي، لكنه لا يحدد من نحن الآن. أنا أحبكِ لما أنتِ عليه اليوم، وليس لما كنتِ عليه بالأمس.”
تنهدت بارتياح وقالت:
“أحيانًا أشعر أنني لا أستحق هذا الحب الذي تمنحني إياه. لكنك تجعلني أؤمن أنني أستحق أن أكون سعيدة.”
كان حديثها هذا اختبارًا آخر لصبرنا، لكنه جعلني أدرك كم هي هشّة في الداخل رغم كل القوة التي تظهرها للعالم.
لحظة القرار
مع مرور الوقت، شعرت أن علاقتنا وصلت إلى مرحلة تحتاج إلى قرار واضح. كنت أعلم أنني لا أريد أن أفقدها، لكنني كنت أتساءل إن كان الوقت قد حان لخطوة أكبر.
في إحدى الأمسيات، بينما كنا نجلس في مكاننا المفضل، قلت لها:
“أريد أن أقول شيئًا مهمًا… لقد أصبحتِ جزءًا من حياتي لا يمكنني التخلي عنه. أريد أن تكوني معي ليس فقط في لحظات الحب، بل في كل تفاصيل الحياة. هل تقبلين أن نبدأ معًا حياة جديدة، كزوجين يدعمان بعضهما البعض في كل شيء؟”
نظرت إليّ بعيون تملؤها الدموع، ثم قالت:
“لقد كنت دائمًا أبحث عن شخص يجعلني أشعر بالأمان، بشخص يقف بجانبي في كل لحظة. واليوم أدركت أنك أنت هذا الشخص. نعم، أقبل.”
الخطوة التالية
بدأنا نستعد لحياتنا الجديدة. كان كل شيء يبدو وكأنه حلم يتحقق. عائلاتنا كانت داعمة، والأصدقاء كانوا يحتفلون بحبنا. ولكن، كما هي الحياة، كانت هناك تحديات لا بد أن نواجهها معًا.
الخاتمة المؤقتة
رغم أن الرحلة لم تكن سهلة، ورغم كل العقبات التي واجهتنا، إلا أننا كنا نعلم أن الحب الحقيقي لا يعني الكمال، بل يعني القدرة على التغلب على الصعاب سويًا.
وكما قلت لها يومًا:
“الحب ليس فقط كلمات تقال، بل أفعال تُثبت. وأنا مستعد أن أثبت لكِ كل يوم أنكِ حب حياتي، وأنني سأظل بجانبك مهما حدث.”
إلى اللقاء مع الجزء الثامن