القاهرية
العالم بين يديك

حين تبكي الطفولة

8

كتب _ خالد جمال غالب

في كل مرة تنتهي الإجازة ويحين وقت السفر يبقى القلب مثقلاً بذكريات الأيام التي قضيتها مع عائلتي هذه المرة كانت لحظة الوداع مختلفةلأنها جاءت بصوت طفلتي الصغيرة نورالهدي ذات السبعة أعوام عندما احتضنتني ودموعها تنساب على وجنتيها الصغيرتين قالت لي جملة لن أنساها”خليك هناالدنيا حلوة وانت معانا.”

كانت كلماتها بسيطة لكنها حملت أعظم المشاعرشعرت وقتها وكأن الزمن توقف نظرت إلى عينيها التي غلبتها البراءة والصدق وشعرت بتلك المسؤولية الثقيلة التي يحملها كل أب كيف يمكنني أن أوضح لها أنني مضطر للغياب ليس لأنني أريد ذلك ولكن لأنني أسعى لراحة ومستقبل أفضل لها ولأسرتها؟

كلماتها جعلتني أعيد التفكير في معنى الوقت الذي نقضيه مع أحبائنا ربما نركض خلف الحياة والعمل وننسى أحيانًا أن أهم ما نقدمه لمن نحب هو وجودنا بجانبهم في تلك اللحظة أدركت أن السعادة ليست في الأشياء الكبيرة أو النجاحات التي نسعى لتحقيقها بل في لحظات بسيطة مثل احتضان ابنتي سماع ضحكاتهاومشاركة تفاصيل يومها.

وأنا في طريقي للسفر تذكرت أن الأبوة ليست مجرد توفير احتياجات مادية بل هي حضور واحتواءوذكريات نصنعها مع أبنائناوبينما غلبني الحنين وعدت نفسي وعدًا سأعود إليها قريبًاليس فقط بجسدي بل بروحي واهتمامي وكل ما يجعلها تقول مجددًا “الدنيا حلوة وانت معانا.”

قد يعجبك ايضا
تعليقات