القاهرية
العالم بين يديك

ماذا تفعل إذا أردت أن تسقط دولة ؟

235

بقلم : دكتور / نرمين محمد عبدالغفور

إن قوة أى دولة تعتمد بشكل جذرى على وعى المواطنين و مدى وحدة صفوف الشعب و إدراك كل مواطن للأهمية الإستراتيجية لوطنه فيدافع ببسالة عن أرضه و ثرواتها و لكن عندما تقنع شاب بالإنضمام لجماعة إرهابية ليحمل السلاح فيقتل أخيه أو يتحول مواطن شريف بكل براعة لجاسوس ينقل أخبار وطنه لدول معادية و هو بداخله يقين تام بأنه يخدم وطنه فقد تفوقت على كل حدود المنطق و التى يعجز عندها العقل عن التدبر و التفكير السليم و يبرز فقط مصطلح واحد يُطلق عليه ” حروب الجيل الرابع و الخامس ” و التى تعد أشرس الحروب بالوقت الحالى.

تلك الحروب تستهدف التلاعب بالعقل البشرى من خلال تزييف الحقائق و تزوير الوقائع فحرب اللا منطق تتمحور بصفة أساسية حول تغييب العقول مما يعد وسيلة فعالة لإعلان الحرب على دولة ما و لكن بشكل غير معلن كما فى الحروب التقليدية فمفهوم الحرب فى الآونة الأخيرة على الساحة العالمية قد تغير بشكل جذرى لتحول من كل مواطن يقع فريسة للإشاعات المغرضة إلى عروسة كرتون تتحرك بناء على أجندات الدول المعادية فتشتعل الحرائق و تبرز الفتن و ينقلب الشعب على الحاكم و تقام الثورات و يتفشى النهب بثروات البلاد فقط من مجرد إشاعة لا أساس لها من الصحة.

فالإرهاب الفكرى و السعى نحو الأغتيال المعنوى لرموز المجتمع من أشهر أدوات حروب الجيل الرابع و الخامس فمثل هذه الحروب تستهدف هدم القيم المجتمعية و نشر الجريمة و الانحراف الاخلاقى بين طوائف المجتمع مما يخلق جيلاً لا يقدر على حمل السلاح فيعجز عن التصدى لأعداء وطنه و لكن أمتدت مخاطر تلك الحروب لتشمل تهميش إنجازات الدولة لتبعث بحالة من الإحباط و اليأس داخل نفوس الشباب فى محاولة مغرضة للحد من معدل التنمية داخل الدولة و إثارة الفوضى بالبلاد.

و من ثم فقد أصبح يقاس مدى تماسك أى أمة من مقدار وعى مواطنيها فالوعي سلاح لا تقل قوته عن الذخيرة الحية بل قد يكون أقوى منها بكثير حيث أن بالحروب التقليدية تدرك جيداً ماهية عدوك و لكن فى حرب اللا منطق عدوك مجهول بل قد يمتد ليشمل بعض من أبناء الوطن المغيبين حتى أصبحوا جزءاً أصيلاً من مخطط خارجى لقلب نظام الحكم بالوطن الغالى.

لذا لا تتخيل يا عزيزى القارىء أنك بعيد كل البعد عن تلك الحروب و الإشاعات حولك فى العديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعى لكن الأهم مدى قدرتك على تحليل الخبر المتداول و إعمال العقل قبل البدء فى نشر الخبر أو التعليق عليه و السعى دائماً نحو التأكد من مصدر الخبر فالأمن القومى لمصر يعتبر مسؤولية تقع على عاتق الجميع و علينا جميعاً أن ندرك مخططات أهل الشر التى تستهدف بلادنا.

و ستظل مصر دائماً بمختلف طوائفها كتلة واحدة متماسكة و قادرة بكل قوة على ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن مواطنيها.

حفظ الله عز و جل وطننا الحبيب مصر شعباً و قيادة و أدام علينا جميعاً نعمة الأمان على كل شبر من أرض مصر.

قد يعجبك ايضا
تعليقات