كتبت / سالي جابر
أخصائية نفسية
معظم الشخصيات اليوم تناشد بتربية الأبناء كما قاموا الأهالي قديمًا بتربية أبنائهم؛ لأن التربية الإيجابية أصبحت أسلوب شيء ورد فعل غير لائق من الأبناء على الكبار.
التربية الإبجابية لها ضوابط معينة، وعلى القائم بها فهم الهدف الأساسي منها، وأن يكون هو قادرًا على ممارستها، هل من المنطقي أن يكون غرضي تربية أبنائي بصورة جيدة وأنا أُعقب على كل فعل لهم؟ هل أراقب سلوكيات كولي أمر وانا أعلم أبنائي التربية السليمة؟ السلمة الأولى للتربية الإسجابية هي ” أنا ” القائم بعملية التربية؛ أن أراقب سلوكياتي وأعدل من مفاهيمي الخاطئة وأفهم الخلط بين المصطلحات.
وفي هذا المقال سنتحدث عن معنى التربية الإيجابية.
أسس التربية الإيجابية.
فوائد التربية الإيجابية
صفات القايم بالتربية الإيجابية
ما هي التربية الإيجابية؟
التربية الإيجابية هي نهج تربوي يعتمد على الحب والاحترام المتبادل بين الآباء والأبناء. يُركز هذا الأسلوب على تشجيع السلوك الجيد بدلاً من العقاب المتكرر، ويسعى إلى تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وتحفيزه على التفكير المنطقي، وتحمُّل المسؤولية.
أسس التربية الإيجابية:
1. التواصل الفعّال:
الاستماع إلى الطفل بعناية وفهم مشاعره يساعد في بناء علاقة قوية تقوم على الثقة والاحترام.
2. التشجيع بدلاً من اللوم:
بدلاً من التركيز على الأخطاء، يُفضل توجيه الطفل وتشجيعه على تصحيح السلوك بطريقة إيجابية.
3. وضع الحدود بوضوح:
تحديد القواعد بطريقة واضحة وثابتة يعلم الطفل أهمية احترام النظام والالتزام.
4. التعلم من الأخطاء:
كل خطأ هو فرصة للتعلم والنمو. التربية الإيجابية تُعلّم الطفل كيفية التعامل مع الفشل وتحويله إلى درس قيم.
5. التقدير والاحتواء:
إظهار الحب والتقدير للطفل يشعره بالأمان ويعزز من ثقته بنفسه.
فوائد التربية الإيجابية:
تعزيز الصحة النفسية للطفل.
بناء شخصية مستقلة قادرة على اتخاذ القرارات.
تقوية العلاقة بين الآباء والأبناء.
تنمية مهارات الطفل الاجتماعية وتعزيز التعاطف مع الآخرين.
صفات القايم بالتربية الإيجابية:
لإنجاح التربية الإيجابية، يجب أن يتحلى الوالدان أو المربون بمجموعة من الصفات التي تعزز قدرتهم على التعامل مع الأطفال بطريقة واعية ومتوازنة. هذه الصفات لا تُكتسب في يوم وليلة، بل هي ثمرة للتعلم المستمر والعمل على الذات.
1. الصبر والهدوء
الشخص الذي يقوم بالتربية الإيجابية يحتاج إلى صبر طويل وقدرة على التحكم في انفعالاته، خاصة في المواقف الصعبة. التعامل مع الأطفال يتطلب تقبل أخطائهم وعدم الرد بطريقة غاضبة أو عنيفة.
2. القدرة على الاستماع الجيد
الاستماع إلى الطفل بدون مقاطعة أو إصدار أحكام يعكس احترام المربي له، ويعزز شعوره بالأمان والثقة.
3. التعاطف والتفهم
التربية الإيجابية تعتمد على وضع المربي نفسه مكان الطفل لفهم مشاعره وسلوكياته. التعاطف يساعد على بناء علاقة قوية تقوم على الحب والاحترام.
4. الاتساق والوضوح
الوضوح في التوجيهات والتوقعات أمر ضروري، المربي الإيجابي يضع قواعد واضحة ويحرص على الاتساق في تطبيقها، مما يساعد الطفل على فهم الحدود.
5. التشجيع والدعم
يؤمن المربي الإيجابي بأهمية التشجيع بدلاً من النقد. يُركز على نقاط القوة عند الطفل، ويساعده على تحسين الجوانب الضعيفة بأسلوب محفز.
6. ضبط النفس والتحكم في ردود الأفعال
الشخص القائم بالتربية الإيجابية يتجنب استخدام العقاب البدني أو اللفظي، بل يسعى لحل المشكلات بطرق إيجابية مثل الحوار وإعادة التوجيه.
7. القدوة الحسنة
الأطفال يتعلمون أكثر من أفعال الكبار مقارنة بكلامهم. لذا، يجب أن يكون المربي نموذجًا للسلوك الذي يريد غرسه في الطفل.
8. المرونة والتكيف
كل طفل مختلف عن الآخر، والمربي الإيجابي يتفهم ذلك ويُظهر مرونة في التعامل مع احتياجات كل طفل بطريقة تناسب شخصيته وظروفه.
9. الإبداع في حل المشكلات
التربية الإيجابية تتطلب التفكير في حلول مبتكرة لتوجيه الطفل وتعليمه كيفية التصرف في المواقف المختلفة دون إجبار أو فرض.
10. الإيمان بقدرات الطفل
المربي الإيجابي يثق في قدرة الطفل على التعلم والنمو، ويمنحه الفرصة لتحمل المسؤولية واتخاذ القرارات ضمن حدود مدروسة.
على ولي الأمر التحلي بتلك الصفات كي تنجح عملية التربية الإيجابية، البيئة من حول الطفل عليها عامل كبير في تربية، وهنا لابد من الالتزام بالقواعد المدروسة لا تفريط ولا إفراط، وانا لا أرى منزل يسير وفق منهجية بتوقيت محدد إلا وكان أهل منزل من الناجحين في كل خطوة، إذا كنا نريد الصحة النفسية لأطفالنا علينا بتعديل أنفسنا أولًا.