بقلم/ سالي جابر
“بين دفاتر الحياة المطوية، وفي زوايا القلب التي لا يطالها النسيان، تأتي هذه الرسالة كضوء خافت في ليل طويل. هي رسالة من قلبٍ إلى قلب، من روحٍ تبحث عن دفء الكلمات إلى أخرى تائهة بين أمواج الخوف. نصٌ يحمل في طياته تساؤلات قديمة، ويهمس بإجابات نكتشفها في غمار الأيام. إنه حديث عن الأمل الذي ينبت بين حطام الخوف، وعن الحب الذي يأتي كقارب نجاة يبحر بنا نحو شواطئ الأمان.
إلى كل من تعثرت خطاه يومًا، وإلى كل من حمل في قلبه صخب الحياة – هذه الرسالة منكم وإليكم.”
ابتسامات خافتة في ليلٍ عاصف نأمل أن تشرق شمس نهاره مع زخات مطرٍ، وتتلون زرقة السماء بسبعة ألوانٍ رائعة.
هكذا كان يومك عزيزتي؛ يومٌ بدأ برائحة الورود وكؤوس مزهرة بالتوليب الأرجواني، بسمة حياةٍ أوحت أن القادم أجمل، شيئا فشيئًا بدأت الأوراق المبعثرة تتجمع، هناك وجه باسم، وهنا جفون أرهقها التعب، لكنها مازالت مفعمة بالأمل بينما الأيام تخبيء لها الكثير .
عزيزتي يا أنا، أتدرين ما الحكمة في تعاقب فصول السنة؟!
أتعلمين لما خُلق الليل يعقب النهار ؟!
أتدرين أن فزعة النوم تلك ماهي إلا إنذار صفير يحميك من توقف الحياة فيك؟
ربما لا نعلم الحكمة وراء الأشياء طيلة حياتنا، وربما نعلمها بعد فترة من الزمن، ربما… لكن هناك دائمًا سبب ونتيجة وحياة لا نرى عمقها إلا حين الخوف.
الخوف ! كلمة بسيطة الحروف، عميقة كالعاصفة، قاتلة بكل ما تحمل من معنى. الخوف زورق بلا مجاديف تحمله الأمواج إلى بلاد لم يألفها، ومعالم لم ولن يحفظها، هل تستمر الحياة مع الخوف؟ لأي حدٍ يمكنكِ تحمله عزيزتي. وأي درجة يستطيع قلبك تحملها؟
الحب قارب قد ينقذك من دوامة الخوف. يمضي بجانبك، وحين تتعب تجد فيه ملجأ ودفئًا، فبرغم قسوة الخوف لكن هناك دائمًا مساحة للسير بجانبه.
هيا لنتذكر سويًا من أكمل معنا الدرب وصار بخطواته أمنًا وسكينة، لنتذكر من أدرك الصمت في عينيكِ فبسط كفيه بشعاع أمل جديد.
اليوم حتى وإن أثقلتك أمواجه، فإن له في قلبك ميناء دافىء يتسع لكل من أزاح عنك عبء التعب، وترك مكانه شعاع أمل.
اكتبي يا أنا، أن كل يوم ثقيل يحمل في طياته ميناءً دافئًا، حيث أولئك الذين ينثرون الأمل في قلبك، ويبدّلون رايات التعب بأزهار الطمأنينة. اتركي لعينيكِ فسحةً لتبصر أن أمواجك العاتية ليست إلا طريقًا إلى شمسٍ تنتظر خلف الأفق.