القاهرية
العالم بين يديك

شهر رجب

16

كتب د_ حمدان محمد
شهر رجب من الأشهر الحرم التي قال الله عنها: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم) [التوبة: 36]
ويسمى شهر رجب الفرد لوقوعه منفرداً عن بقية الأشهر الحرم الثلاثة (ذو القعدة ـ ذو الحجة ـ محرم)
ويسمى شهر رجب مضر لأن قبيلةمضر هي التي كانت تعظمه وتحرمه
ففي الصحيحين عن أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الزَّمَانُ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ .
وقد كان أهل الجاهلية يذبحون في هذا الشهر ذبيحة تسمى العتيرة فجاء الإسلام وأبطلها
و قال صلى الله عليه وسلم : (لا فرع ولا عتيرة). متفق عليه. فهناك أمور في العبادة لابد أن يعلمها الناس أچمعين وهي أن العبادات لابد أن تكون بشرطين
الشرط الأول/الإخلاص،لقول النبي صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات
الشرط الثاني/أن يكون العمل موافقاً لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولذلك لم يثبت من الخصوصيات التي يعتقدها بعض الناس في شهر رجب شيء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في رجب حديث. بل عامة الأحاديث المأثورة فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها كذب.) وقال إبن حجر رحمه الله: (لم يرد في فضل شهر رجب ولا صيامه ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة وأما من صام من شهر رجب صياما كان يعتاده لأحاديث أخرى كصيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، أو صيام الاثنين والخميس، أو صيام يوم وإفطار يوم دون تخصيص لهذا الشهر بذلك فلا حرج فيه وها قد أهل علينا شهر رجب المبارك شهر مبارك من أشهر الله الحُرم التي تجسد فرصة عظيمة للتوبة والتقرب إلى الله إنه شهر السكينة والرحمة شهر يفتح فيه باب المغفرة لمن يرغب في العودة إلى الله
فشهر رجب هو بداية لرحلة روحانية جديدة يُستجاب فيه الدعاء وتُغفر فيه الذنوب وهو وقت مناسب لتجديد النية وتصحيح المسار والبدء في أعمال الخير والبر التي تقربنا إلى الله ولهذا الشهر فضائل نذكر منها
شهر التوبة: هو وقت لندم صادق وطلب المغفرة من الله.
شهر الدعاء: تُستجاب فيه الدعوات فلا تبخل على نفسك بالدعاء.
شهر الطاعة: فرصة للقيام بالأعمال الصالحة سواء بالصوم أو الصلاة أو الصدقة وهذا من باب الإستعداد لشهر المغفرة والعتق من النيران وهو شهر رمضان
فلابد على كل إنسان منا أن يهيأ نفسه لإستقبال موسم الخيرات والبركات والسعادة فيكون ذلك الإستقبال بالإستعداد بالخير والصيام والصدقات ولكن بشروط العباده التى تم ذكرها

اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان ونحن في صحة وعافية، لا فاقدين ولا مفقودين، واجعلنا من أهل الرحمة والمغفرة وأغفر لأباءنا وأمهاتنا وأزواچنا وأبنائنا وكل عزيز لدينا

قد يعجبك ايضا
تعليقات