القاهرية
العالم بين يديك

جيمي كارتر: الرئيس المحافظ الذي اعتبره الجميع ليبراليًا

6

القاهرية
لطالما ساد الاعتقاد بأن جيمي كارتر كان آخر رئيس أميركي ليبرالي حقيقي قبل باراك أوباما، لكن الواقع يشير إلى خلاف ذلك. كارتر كان في الحقيقة أول رئيس في سلسلة الرؤساء المحافظين، التي ارتبطت لاحقًا بروح رونالد ريغان السياسية.
صرح السيناتور الراحل جيسي هيلمز ذات مرة أن خسارة كارتر أمام ريغان في عام 1980 كانت علامة على تراجع إيمان الجمهور بسياسات الليبرالية. على الجانب الآخر، يرى البعض مثل الصحفي نيكولاس ليمان أن كارتر كان ليبراليًا مفرط الطيبة لدرجة أفقدته الدعم الشعبي الضروري للاستمرار.
إرث كارتر بين الليبرالية والمحافظة
رغم النقد الذي وُجه إليه، فإن سياسات كارتر خلال فترته الرئاسية، وبعدها، تبرز ميلاً ملحوظًا إلى اليسار مقارنة بسابقيه. مواقفه الإنسانية، مثل دعمه للفلسطينيين وانتقاداته للمراقبة الداخلية، جعلته يبدو أكثر ليبرالية من خلفائه الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.
لكن قراءة سياساته في سياقها الزمني تعطي صورة مغايرة. خطوات مثل إنشاء وزارة التعليم أو فرض ضريبة أرباح النفط تبدو ليبرالية فقط عند مقارنتها بتحول الطيف السياسي نحو اليمين بعد مغادرته المنصب.
خطاب الحكومة المحدودة
على عكس أسلافه الديمقراطيين، كان كارتر يركز على قيود الحكومة أكثر من إمكانياتها. في خطاب حالة الاتحاد لعام 1978، صرح بأن هناك حدودًا لدور الحكومة، وهو ما استوحى منه ريغان لاحقًا فلسفته الشهيرة: “الحكومة ليست الحل لمشكلتنا؛ بل هي المشكلة”.
انتقادات داخل الحزب الديمقراطي
أثارت توجهات كارتر المحافظة استياءً داخل الحزب. آرثر شليزنجر الابن اعتبر خطابات كارتر بعيدة عن روح الديمقراطية الليبرالية التقليدية، بينما استقال مستشارون مثل بوب شروم احتجاجًا على ما رأوه افتقارًا لالتزام كارتر بالقضايا الليبرالية.
جيمي كارتر، الرئيس الذي وُصف خطأً بأنه ليبرالي خالص، كان في الحقيقة رائدًا لتحول سياسي نحو المحافظة، ما جعله شخصية فريدة في تاريخ الرئاسة الأميركية.

قد يعجبك ايضا
تعليقات