الحب أيضًا يموت
بقلم / عادل النمر
أعتقد أن الله يعاقبنا بالحب. أحيانًا يكون الحب مصدرًا للألم والمعاناة، خاصة عندما يقترن بالفراق أو الغدر.
الفراق وحده مؤلم، لكن عندما يقترن بالخيانة يصبح جرحًا لا يندمل بسهولة، ويترك أثرًا عميقًا في الروح.
الغدر هو الوجه المظلم للحب. عندما يغدر بنا من نحب، نشعر وكأن العالم قد تخلى عنا. الغدر يقتل براءة الحب. ليس ذنبي أنني أحببتك وتمنيت أن أكون بجوارك.
كيف لي أن أعتاد غيابك؟ وأنت التي كنت معي في كل تفاصيل حياتي. كانت عيناك وطنًا وسكنًا لروحي. نعم، أشتاق، ولكن كرامتي فوق اشتياقي.
كيف نبوح بعذاب قلوبنا ونحن نعشق الكبرياء؟ لا أملك سوى دموعي لأخفف وجعي، ولا أملك سوى الذكريات لأعيش بها.
الحب نار لا تهدأ في قلوبنا. يرفعنا إلى السماء في لحظات السعادة، لكنه قد يحرقنا بنيران الفراق حين نفقد من نحب.
ليت الحنين يتوقف قليلاً لألتقط أنفاسي. لم تعد لدي القدرة على التظاهر بأنني بخير.
وماذا نفعل عندما يكون الحنين أشد من الكبرياء؟ فألم الحب يمزق الجسد، وعذابه يدمر القلب ويذهب بالعقل.
الحب ليس دائمًا قصة جميلة؛ أحيانًا يتحول إلى صراع داخلي ينهش الروح والقلب.
الألم يصبح مضاعفًا عندما يكون الفراق ناتجًا عن خيانة أو غدر.
بعد الفراق، نفقد جزءًا من أنفسنا. نبحث عن وجودنا وسط مشاعر متناقضة من الحزن، الغضب، والندم.
التفكير المستمر في من نحب أو العلاقة الفاشلة يؤدي إلى صعوبة في النوم، ونار لا تهدأ في القلب والروح.
عند الفراق، نشعر وكأن القلب يُنتزع من مكانه. الذكريات تصبح جحيمًا نحاول الهروب منها دون جدوى.
الحب لا يكون دائمًا نهاية سعيدة؛ أحيانًا يتحول إلى فراق يترك في القلب جرحًا لا يلتئم. نار الفراق هي أشد النيران، لأنها تحرق القلب دون أن تترك أثرًا مرئيًا يراه الآخرون.
نبكي بصمت ونحاول إخفاء مشاعرنا أمام الآخرين، لكن الألم يظل يأكلنا من الداخل.
لم يسمع قلبي نداء العقل وتحمل وحده عذابه. فصبرٌ أيها القلب، صبرًا، ربما ألقاها يومًا في أحلامي.
كيف أخبرك بأنني محتاج إليك دون أن أمُس كرامتي؟
الغدر يؤدي إلى انهيار نفسي، يجعلنا نشك في قيمتنا وقدرتنا على الحب من جديد.
البكاء ليس ضعفًا؛ إنه تطهير للروح من الألم المكبوت.
وجع الحب ليس مجرد ألم عابر؛ إنه ثقل داخلي ينهش الروح. تشعر أن الزمن توقف، وأن الأيام تمر كأنها دهور.
حين يأتي الفراق، يُنتزع منك جزء من قلبك، وتبدأ في مواجهة الوحدة بكل قسوتها. يصبح الليل طويلاً جدًا، والذكريات تعود لتحاصرك كالأشباح، تدور في ذهنك بلا هوادة.
قصتك معي ليست نهاية العالم، ولكنها جزء من رحلة النسيان.
لقد تعلمت الصمود والقوة. نعم، ألم فراقك الآن لا يُحتمل، ولكن معي ربي الذي يجعلك ذكرى بعيدة تُنسى مع الأيام.
صبرًا أيها القلب المنهك. اطمئن، فقد أوشك الطريق على الانتهاء. تعبت من كثرة الترحال. اهدأ ونَم قرير العين، فالأمر أصبح يسيرًا. صبرًا أيها القلب، صبرًا.
