القاهرية
العالم بين يديك

ما هى الصحة النفسية ؟!

8

رانده حسن

إن الصحة النفسية ليست مجرد غياب الإضطرابات النفسية، لكن هي حالة من العافية والإستقرار والهدوء النفسي يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكانياته الخاصة والقدرة على التعامل والتكيف مع حالات التوتر العادية التى قد يتعرض لها ، والقيام بفعالية بشكل منتج ومفيد لنفسه ولمن حوله داخل دائرته التى يعيش داخلها والإسهام والمساعدة في مجتمعه المحلي لكى يكون مواطن له دور فعال وقيمة ودور مؤثر .بحيث يستطيع أن يتواصل مع البيئة بشكل فعال، يفكر بشكل جيد ومنظم ومخطط و يشعر بشعور سوي خالى بنسبة كبيرة من العقد النفسية والاجتماعية والإضطرابات التى قد يواجهها وإذا تعرض لأزمات أو مشكلات يستطيع التعامل معها. بل يكون لديه تطلعات للمستقبل و لا يعيش أسير الماضي غارق فى الأحزان التى تأكل روحه وتميت قلبه .

لا يشعر أنه ثانوى ، ليس له أهمية دوره مهمش فى الحياة عامة وحياة المقربون منه خاصة.

العافية النفسية هي أن يشعر الإنسان بالأمن والأمان و أن جميع إحتياجاته الفسيولوجية و العاطفية و الروحية يستطيع الحصول عليها والوصول لها ،،وعنده القدرة على التعبير بحرية عن ذاته ، وآرائه،وأفكاره ،ولايخشى عاقبة أمره.

و يمكن تعريف الصحة النفسية فيما يخص الأطفال و المراهقين على أنها :

إنجاز و تحقيق مراحل النمو الجسدى والمعرفي و الاجتماعي و الوجداني، بالتوافق مع الرعاية الآمنة، والعلاقات الاجتماعية المرضية ، والمهارات الاجتماعية الفعالة.

والدعم النفسي الاجتماعي له دور كبير فعال ومؤثر

حيث يشير تعبير ( نفسي-اجتماعي ) إلى العلاقة التبادلية بين البعدين النفسي و الاجتماعي.

فنجد البعد النفسي يعبر عنه من خلال العمليات الداخلية و النفسية و الفكرية و المشاعر و ردود الفعل و التخيلات والآراء.

بينما نجد البعد الاجتماعي من خلال العلاقات مع الآخرين ، و التعاملات الأسرية و الاجتماعية،القيم الاجتماعية والقنوات الثقافية بمختلف أنواعها سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو وسائل التكنولوجيا الحديثة.

إن الدعم النفسي الاجتماعي يساعد الأطفال على التكيف و التأقلم و التعامل مع ظروف الحياة الصعبة بالطريقة الملائمة لنموهم النفسي، لذا إنه من المهم جدا توفير الدعم لهؤلاء الأطفال الأمر الذي يمنحهم الشعور بانهم يستحقون الحياة و ان لديهم القدرات و المميزات التي تعطيهم الأمل نحو المستقبل.

فالأمراض النفسية هي الأكثر شيوعا في العالم، فإنها يمكن أن تؤثر على أي شخص منا.

و يمكن علاجه حتى وإن كانت بأشد حالاتها ،و بالطبع إنها قابلة للعلاج و التحسن مما يسمح للناس تقديم المساهمة الفعالة ضمن الأسرة و المجتمع ، طالما كانت لا تحتاج إلى التدخل النفسى الطبى الدوائى .

ويسبب المرض النفسي إضطرابات بين الشديدة و الخفيفة في التفكير، والإدراك، والمزاج و السلوك والمشاعر والتصرفات والتعامل مع الغير وردود الأفعال بل وفى الكلام أيضا ويؤثر بشكل عام على الإنسان ككل جسدى ونفسى وإجتماعى.

ويمكن لهذه الاضطرابات أن تؤثر على قدرة الشخص على التكيف مع متطلبات الحياة وما تعود على فعله سواء كان علميا أو عمليا ، رياضيا ،…. إلخ

و يمكن التعافي عندما يجد الشخص المضطرب نفسيا تلقي المساعدة و العلاج و الدعم .

و تشير الدراسات إلى أهمية التعرف و العلاج المبكر يعطي فرصا أفضل للتحسن الأسرع والتشخيص المبكر الصحيح يساعد فى معرفة الأسباب ، مما يؤدي إلى خطة علاجية جيدة مستقرة لوضع الشخص على الطريق الصحيح إلى العودة مرة أخرى إلى حالته الصحية النفسية الأولية السليمة .

قد يعجبك ايضا
تعليقات