سامح بسيوني
ركبت آلة الزمان؛ أبحر في عالم الأماني، أجر فيها أثواب بلت فيها أمانينا، وعز فيها فراق الحبيب لعمر السنين.
وتنقلت بي من زمن الغربة إلى زمن المحبيين، وأمطار ديسمبر تتساقط على أشجار العاشقين؛ فتبعث في الكون عشقًا غاب عن العالمين.
وزادت سرعتها كأنها حمر مستنفرة فرت من قسورة؛ لتلحق بقطار أمانيها، فهبطت على أرض خالية من النفاق المسيطر على العالمين، وجدت نفسي في مدينة الأحلام، أسير في حدائق الحب وأستنشق عبير الأشواق بعد غربة السنيين.
وهمسات فجر تلح من بعيد معلنة للكون يومًا جديدًا مليء بالود، وبأشواق العاشقين.
وتأتي الأحلام من بعيد مستيقظة تعاود فينا حلمّا غاب في بئر عميق ينتظر قافلة العزيز؛ لينتشله للعالمين.
وازدات الٱمال مع زقزقة عصفور يصدر للكون لحن العاشقين، ولحفيف الأشجار أنغام توقظ في القلب لوعة على المحبيين، وخرير الماء ينصب من أعلى ربوة؛ فيملأ الكون حبًا بعدما ظمئت الأرض سنين.
وحنين الهائمين يجلس تحت شجرة الأحلام، يقص للكون وفاء عنترة لعبلة، وتضحيات قيس لليلى، فيحرك المشاعر التي أوقفت عن النبض سنين.
يا مدينة الأحلام، خذني لأمانيك أريد مأوى دافئًا، بعد بردوة أعوام مرت على قلبي بلا حب، كان يبحث عن قلب يمنحه الإخلاص، والوفاء يصدره على العالمين.
وفلاحون يغرسون حبوب الخير للعالمين، والديك ينادي على رب الخلق أجمعين، فيرسل في القلب سكينة غابت منذ السنيين.
يا آلة الزمان تمهلي بركبك، نود أن نأخذ بساتين من الإخلاص؛ لننثرها على كون مليء بالغدر والظلم والبهتان.
وظلت تطوف بي آلة الزمان، على بساتين الاخلاص والوداد، وأنا في قمة سعادتي وأشواقي، اصطدمت بقوة في حافلة وسقطت منها فرجعت إلى عالم النفاق، ودموعي تساقطت مني فزلزلت الأرض زلزالا، واستيقظت من حلمي، وياليتني ظللت فيها أعوامًا!؛ لأمد الخير للعالمين.