د. إيمان بشير ابوكبدة
بدأت إسرائيل البحث عن مكان دفن الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين. حسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن تقارير لبنانية.
وبدأت إسرائيل الاتصالات داخل سوريا وخارجها لمحاولة العثور على معلومات حول مكان دفن الجاسوس.
إيلي كوهين هو جاسوس الموساد الذي تسلل إلى الجيش السوري متنكراً في هيئة رجل أعمال سوري. ونقل كوهين معلومات إلى إسرائيل بين عامي 1961 و1965. ثم ألقي القبض عليه وأعدم شنقاً في دمشق في مايو 1965.
ولد كوهين في مدينة الإسكندرية المصرية في 26 ديسمبر عام 1924 باسم إليهو شاؤول كوهين لأسرة يهودية هاجرت إلى مصر من حلب السورية.
كان يتحدث العربية والإنكليزية والفرنسية بطلاقة، ما ساهم لاحقا في تعزيز فرص للعمل في الاستخبارات الإسرائيلية.
انضم إلى منظمة الشباب اليهودي في الإسكندرية وبعد حرب 1948 كان يدعو مع غيره من أعضاء المنظمة لهجرة اليهود المصريين إلى إسرائيل.
التحق بأسرته عام 1955 وهاجر إلى إسرائيل وحصل على دورات عسكرية في التجسس، وعندما عاد إلى مصر في العام التالي كان موضع شك من قبل السلطات المصرية التي وضعته تحت المراقبة.
وبعد حرب السويس عام 1956 خرج من مصر ليستقر به المقام في إسرائيل في عام 1957.
عمل كوهين في مجال المحاسبة، لكنه كان يرغب في العمل لدى الاستخبارات الإسرائيلية. ونظرا لملامحه العربية وولادته في بلد عربي وإتقانه أكثر من لغة، كان مؤهلا من قبل الموساد للقيام بمهمة صعبة في سوريا.
تلقى تدريبات استخباراتية مكثفة من بينها التدريب على إتقان اللهجة السورية، وأصبح اسمه الجديد “كامل أمين ثابت”، ليسافر إلى الأرجنتين للترويج لنفسه باعتباره تاجرا عربيا ثريا.
هناك وضع لنفسه مكانة قوية في الأوساط الاجتماعية والثقافية وأقام علاقات بكبار الدبلوماسيين والملحقين العسكريين ومن بينهم أمين الحافظ الملحق العسكري في السفارة السورية ببيونس أيرس الذي سيصبح لاحقا رئيسا لسوريا.
كان يعرف في صفوف الموساد الإسرائيلي باسم “العميل 88″، حيث سافر إلى سوريا ليدعي أنه مغترب سوري مهاجر من الأرجنتين ونجح هناك في بناء سمعته كرجل أعمال ناجح متحمس لوطنه الأصلي سوريا.
وطد علاقته هناك بكبار الشخصيات في حزب البعث الذي كان قد صعد نجمه في ذلك الوقت. كان كوهين يستقبل كبار المسؤولين في منزله في سهرات خاصة، يستطيع من خلالها انتزاع المعلومات الحساسة، ثم ينقلها عبر جهاز راديو من شقته في دمشق إلى الموساد.
اعتبرت المعلومات التي حصل عليها كوهين بالغة الأهمية لاحتلال إسرائيل مرتفعات الجولان السورية في حرب 1967.
لاحظ السوريون أن الكثير من قرارات الحكومة السورية يتم بثها في الإذاعة الإسرائيلية باللغة العربية فاستخلصوا أن جاسوسا إسرائيليا مقربا من القيادة السورية يعمل لمصلحة إسرائيل وبدأوا البحث عنه.
تم تحديد مصدر تسريب المعلومات، وكان منزل كوهين. وفي يناير 1965، اقتحمت الاستخبارات السورية منزله واعتقلته.
بعدها قررت محكمة عسكرية سورية إعدامه شنقا، وقادت وزارة الخارجية الإسرائيلية حملة دولية لمنع تنفيذ الحكم، لكن المحاولة فشلت حتى تم إعدامه أمام جمع غفير من الجماهير في ساحة المرجة في دمشق.