كتبت ـ مها سمير
شهدت اليوم الأربعاء منطقة مواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة مشهد يختزل معاناة طويلة الأمد وشعورًا مستمرًا بالعجز الإنساني التي كان يفترض أن تكون “منطقة إنسانية آمنة” واحدة من أفظع المآسي التي يصعب على الكلمات أن تصفها حيث وقع قصف إسرائيلي أودى بحياة 20 نازحًا بينهم أطفال ونساء وخلّف عشرات الجرحى وسط خيم إيواء ونزوح لم تكن سوى مأوى موقت لمن هربوا من ويلات القصف في مناطق أخرى.
وقعت المجزرة في خيم النازحين ليست مجرد حادثة عابرة بل تمثل تحديًا صارخًا للمعايير الإنسانية والقانونية الدولية.
بحسب بيان “حركة المجاهدين” الفلسطينية فإن هذه الجريمة تمثل “إمعانًا من الحكومة الصهيونية في الاستخفاف بالمنظومة الدولية وقرارات الجنائية الدولية”.
تأتي المجزرة وسط تصعيد مستمر لعمليات التطهير العرقي في شمال قطاع غزة بما في ذلك المجازر المروعة في بيت لاهيا لتفتح تساؤلات حول جدوى الحديث عن مناطق آمنة في ظل حرب لا تفرّق بين مدني ومقاتل ولا بين طفل وشيخ.
ما يزيد من الألم هو الصمت الدولي المطبق الذي بات يشبه تواطؤًا ضمنيًا مع استمرار الجرائم.
تغاضي المجتمع الدولي عن المحاسبة والدعم المفتوح للسلاح الأمريكي والغربي أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لتستمر في حربها الوحشية ضد المدنيين أما الموقف العربي فقد اكتفى بالتنديد الخجول تاركًا شعب غزة وحيدًا في مواجهة آلة الحرب.