القاهرية
العالم بين يديك

قصة وفاء ملكة

11

فادية الريس
الملكة حتشبسوت هي واحدة من أشهر وأعظم الملكات في تاريخ مصر القديمة، وُلدت في الأسرة الـ18 في حوالي 1508 قبل الميلاد، وتربعت على عرش مصر بعد وفاة زوجها، الملك تحتمس الثاني، عندما كان ابنها تحتمس الثالث لا يزال صغيرًا. عُرفت بتفانيها في خدمة مصر وبناء مشاريع عظيمة خلال فترة حكمها، مما جعلها تحظى بلقب “الملكة الوفية” لعظمة التزامها في إدارة المملكة.

القصة:

في عصر قديم ومضيء، حيث كانت مصر القديمة تعج بالعظمة والتمرد، تولت الملكة حتشبسوت العرش وسط ظروف صعبة. عندما توفي زوجها، الملك تحتمس الثاني، كان ابنها تحتمس الثالث في سن صغيرة، لذا تولت هي المسؤولية لتكون وصية على العرش. لكن مكانتها الملكية لم تقتصر على كونها وصية فقط؛ بل أصبحت حاكمًا قويًا ذو قدرة وحنكة.

كان لها دور كبير في الدفاع عن مصر من الأخطار الخارجية وتنظيم الأمور الداخلية. استمرت في الحفاظ على النظام وتقديم المشروعات العمرانية التي أكسبت مصر شهرة عالمية، أبرزها معبد الدير البحري في غرب طيبة، والذي يُعد من أعظم معابد مصر القديمة.

أظهرت حتشبسوت وفاءً لا مثيل له لمصر والشعب. من خلال تجديد أسواق التجارة وتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة، بما في ذلك رحلة مشهورة إلى بلاد بونت، حيث جلبت موارد غنية لمصر. لكن وفاءها لم يتوقف عند الجوانب الاقتصادية فقط؛ فقد كانت أيضًا وفية لتراث مصر وحضارتها، وسعت للحفاظ على الاستقرار الداخلي والازدهار.

ورغم أنها كانت تتمتع بالقوة والسلطة، إلا أنها اتبعت نهجًا حكيمًا في التعامل مع القضايا السياسية، بما في ذلك تأكيد سلطتها أمام النبلاء والمشايخ، وهو ما جعل حكمها مستقرًا ومزدهرًا.

في النهاية، ورغم أنها لم تحظى بالاعتراف الكامل من الجميع في حياتها، إلا أن وفاءها لمصر وحكمتها العميقة جعلتها واحدة من أعظم الحاكمات في تاريخ مصر القديمة. وفاتها لم تكن نهاية لحكمها، بل كانت بداية لخلود اسمها في صفحات التاريخ، حيث بقيت رمزًا للوفاء والوطنية.

الخاتمة:
إن وفاء الملكة حتشبسوت لمصر، وإدارتها العادلة والمبنية على الأسس المتينة من التفاني والإيمان بمستقبل المملكة، جعلها أحد أعظم الشخصيات في التاريخ الفرعوني، وستظل دائمًا رمزًا للمرأة القوية التي حكمت بحكمة ووفاء.

قد يعجبك ايضا
تعليقات