“الجيش المصري.. قوة متزايدة تقلق إسرائيل وتحرك دعوات قديمة”
كتبت ـ مها سمير
تعالت في إسرائيل أصوات تعبر عن قلقها من تعاظم القوة العسكرية المصرية بشكل لم يسبق له مثيل خلال السنوات الأخيرة تقارير إعلامية عبرية تحدثت عن “سباق تسلح مصري” دون أسباب واضحة معتبرة أن هذا التنامي يمثل تهديداً قد يستوجب إعادة النظر في سيناريوهات قديمة منها التلويح بالسيطرة مجدداً على أجزاء من سيناء.
تناولت “القناة السابعة الإسرائيلية” المعروفة بميولها لليمين المتشدد هذا الموضوع في تقرير مفصل أعده المحرر العسكري شمعون كوهين التقرير طرح تساؤلاً حول استعداد النظام الأمني والسياسي الإسرائيلي للتعامل مع هذا التطور.
وأشار إلى أن التسليح المصري الضخم لم يعد أمراً يمكن تجاهله بل يستوجب استنفاراً وتقديراً جاداً للتهديدات المحتملة.
أوضح “روني شالوم” الباحث الإسرائيلي في شؤون الشرق الأوسط في تصريحات للقناة أن تعاظم الجيش المصري يأتي رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد.
وأكد أن الدين العام المصري تضاعف أربع مرات خلال العقد الأخير في حين انخفضت قيمة العملة بشكل كبير لكنه أضاف أن مشاركة الجيش في المشروعات العامة والصناعية تعد وسيلة لخلق فرص عمل وخفض البطالة وتعزيز الولاء للنظام الحاكم.
وأشار شالوم إلى أن الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة يدعم مصر مالياً خوفاً من انهيار محتمل قد يزعزع استقرار المنطقة مشيراً إلى منح غير مشروطة كمثال على هذا الدعم.
حذرت التقارير العبرية أيضاً من أن إسرائيل قد تجد نفسها مضطرة لاتخاذ خطوات غير مسبوقة لمواجهة هذا “التهديد” بما في ذلك إعادة النظر في اتفاقية السلام مع مصر أو التلويح بخيارات عسكرية مثل سيناء ولكن الباحثين يرون أن مثل هذه التحركات ستظل مرهونة بالتطورات السياسية والأمنية في المنطقة.
يقر خبراء إسرائيليون بأن الخطاب العربي والواقع الإقليمي يتطلبان التعامل بحذر وواقعية مؤكدين أن أي تصعيد قد يقود إلى نتائج عكسية سواء فيما يتعلق بالعلاقات مع مصر أو بمستقبل الاستقرار في المنطقة.
لا يخفي الإعلام الإسرائيلي توجسه من التسليح المصري المتسارع خاصة مع تنامي قدرة الجيش المصري في المجالات البحرية والجوية قناة “كان 11” العبرية عرضت تقريراً يحذر من توجيه هذا السلاح نحو إسرائيل ما يعكس قلقاً إسرائيلياً متزايداً تجاه جارتها الجنوبية.
يبدو أن تنامي القوة العسكرية المصرية يضع إسرائيل أمام معادلة معقدة: الحفاظ على السلام مع مصر أو الدخول في مرحلة جديدة من التوترات قد تعيد ترتيب الأوراق في المنطقة.
