كتبت ـ مها سمير
حذرت الأمم المتحدة من أن المشاهد المأساوية التي تتكرر في سوريا تهدد بفتح الباب أمام مسار جديد من الفظائع في وقت ما زال فيه الشعب السوري يعاني تحت وطأة حرب مدمرة امتدت لأكثر من عقد.
وفي جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي عقدت يوم أمس سلط المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا الضوء على التصعيد المستمر للعنف في شمال البلاد حيث تتصاعد التوترات بين القوى المحلية والدولية.
وأكد المسؤول الأممي أن استمرار الأوضاع دون حل جذري سيؤدي إلى “معاناة إنسانية غير مسبوقة” ويزيد من زعزعة استقرار المنطقة بأكملها.
يواجه أكثر من 15 مليون سوري اليوم أزمات إنسانية متعددة بما في ذلك نقص حاد في الغذاء ومياه ملوثة وانهيار كامل في الخدمات الأساسية.
كما وثّقت منظمات حقوقية ارتفاعاً في معدلات النزوح القسري مع فرار مئات الآلاف من منازلهم في الأشهر الأخيرة فقط.
أشار المبعوث الأممي إلى أن تكرار هذه المشاهد المؤلمة يزيد من احتمالية دخول سوريا في حقبة جديدة من الفظائع التي قد تكون أكثر تدميراً من أي وقت مضى.
وأضاف قائلاً: “إذا لم يتحرك المجتمع الدولي الآن بشكل جاد لإنهاء هذه الكارثة فقد نشهد موجة جديدة من الجرائم التي لن تتوقف عند حدود سوريا بل ستمتد إلى ما وراءها.”
دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني وطالبت المجتمع الدولي بتعزيز الجهود لإنهاء النزاع عبر عملية سياسية شاملة تحت مظلة الأمم المتحدة.
كما شددت على ضرورة تقديم الدعم الإنساني العاجل للمتضررين وخاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها بسبب الصراعات المستمرة.
في ظل هذه التحذيرات المقلقة يبقى السؤال معلقاً: هل سيتحرك العالم لإنقاذ سوريا قبل أن تتحول إلى مأساة إنسانية جديدة أكثر إيلاماً؟ أم أن هذه الدعوات ستظل حبيسة الجلسات الدولية؟
على الرغم من قتامة المشهد تظل هناك آمال بأن يحمل المستقبل توافقاً دولياً يضع حداً لهذه الكارثة ويعيد لسوريا وشعبها فرصة لبناء مستقبل جديد بعيد عن الفظائع.