د. إيمان بشير ابوكبدة
إن انبعاث روائح معينة من الجسم أمر شائع جدا، وعلى الرغم من أنه في بعض الحالات قد يكون مزعجا لنا وللآخرين، إلا أنه يمثل عملية طبيعية تماما يقوم بها الجسم لطرد المواد السامة من الجسم وتنظيم درجة حرارة الجسم. على الرغم من ذلك، تحدث تغييرات غير سارة ويمكن أن تمثل بعض المشاكل الصحية التي لا ينبغي الاستهانة بها على الإطلاق، ولهذا السبب فإن انبعاث رائحة كريهة للجسم ليس دائما مرادفا لسوء النظافة.
رائحة الخميرة
قد تنبعث رائحة مشابهة لرائحة خميرة البيرة من الإفرازات المهبلية، والتي تتميز عادة بلون أبيض وعديم الرائحة. وعندما تتغير رائحة هذا الإفراز، يجب الأخذ بعين الاعتبار وجود عدوى ناجمة عن فطر المبيضات أو نوع آخر من الفطريات. غالبا ما ترتبط هذه العدوى بالحمل أو مرض السكري أو استخدام المضادات الحيوية.
رائحة الأسيتون
عادة ما تنبعث رائحة الأسيتون، المذيب الكلاسيكي المستخدم لإزالة طلاء الأظافر، من الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول وينتج عن الحماض الكيتوني. ويحدث ذلك لأن الجسم، في حالة مرض السكري، وفي غياب الأنسولين، لا يستطيع استخدام الجلوكوز كمصدر للطاقة ويستخدم الأحماض الدهنية كنوع من “الوقود”. خلال هذه العملية، تتشكل أجسام الكيتون التي تسبب رائحة الأسيتون في النفس، وهو عرض لا ينبغي تجاهله على الإطلاق.
رائحة القدم القوية
إذا كانت رائحة القدم غير محتملة ولا يمكن تحييدها بأي شكل من الأشكال، فهذا يعني وجود البكتيريا والفطريات التي تتحلل عند ملامستها للهواء وتعطي رائحة كريهة قوية. تحدث رائحة القدمين بسبب التغيرات الهرمونية الكبيرة أو سوء النظافة أو غيابها أو بسبب الاضطرابات العصبية.
الغازات والبراز ذو الرائحة الكريهة
إذا كانت الغازات والبراز المطرود من الجسم كريه الرائحة بشكل خاص، فهذه علامة واضحة على عدم تحمل اللاكتوز، الناجم عن نقص الإنزيم الذي يستخدم لهضم اللاكتوز داخل الأمعاء الدقيقة. وبدلا من دخول اللاكتوز إلى مجرى الدم، يتم إرساله مباشرة إلى القولون، حيث يتخمر ويسبب رائحة كريهة. أولئك الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز غالبا ما يعانون أيضا من آلام شديدة في المعدة والانتفاخ والإسهال.
رائحة الفم الكريهة
قد تكون رائحة الفم الكريهة ناجمة عن سوء نظافة الفم أو عن طريق عدوى اللثة أو الأسنان. هذه الرائحة الكريهة المنبعثة من تجويف الفم تؤثر على الحياة الاجتماعية واحترام الذات لمن يعانون منها. هناك عوامل أخرى يمكن أن تسبب رائحة الفم الكريهة، مثل: الخراجات، تسوس الأسنان، أمراض اللثة، التهابات الرئة، التهابات الحلق، أو الاستهلاك المفرط للأطعمة مثل الثوم النيئ أو البصل. بمجرد تحديد المشكلة وإيجاد العلاج للقضاء عليها، يجب أن تختفي رائحة الفم الكريهة.
رائحة البول الكريهة
عادة، يجب أن يكون البول شفافا، أصفر شاحب اللون وعديم الرائحة. عندما يعطي البول رائحة كريهة، يمكن تحديد ذلك من خلال عوامل مختلفة مثل النظام الغذائي (الهليون، الثوم، القرنبيط)، الناتج عن تناول مضادات حيوية معينة أو يمكن أن يشير إلى وجود التهاب في المسالك البولية وفي هذه الحالات الرائحة تشبه رائحة الأمونيا أو المبيض. إذا ظهرت الرائحة من حين لآخر ثم اختفت خلال بضعة أيام، فلا داعي للقلق، أما إذا استمرت فمن المستحسن الاتصال بطبيبك.
رائحة كريهة من الإبطين
عندما تتغير رائحة العرق إلى رائحة قوية وسيئة، يشير ذلك إلى وجود بكتيريا تنمو في تلك المنطقة. يحدث هذا بسبب سوء التغذية وسوء النظافة الشخصية، على الرغم من أنه في بعض الحالات يكون بسبب مرض يعرف باسم التعرق، المرتبط بخلل في الغدد المفرزة، مما يسبب رائحة كريهة للغاية يكاد يكون من المستحيل تحييدها. تعتمد الرائحة الكريهة المنبعثة من الإبطين أيضا على خلل في الهرمونات.
رائحة كريهة من فروة الرأس
تتأثر فروة الرأس بالالتهابات المختلفة التي تسبب رائحة كريهة. في بعض الحالات، قد تكون الرائحة الكريهة ناجمة عن قلة النظافة الشخصية، لكن هذا ليس هو الحال دائما. عندما تفرز الغدد الدهنية كمية زائدة من الزهم، تصبح فروة الرأس حساسة وتعطي رائحة كريهة مصحوبة باحمرار وحكة. وعندما يتم تحديد المشكلة وحلها، تختفي الرائحة تماما.