د. فرج العادلي
في علاقاتنا مع البشر يوجد محكم ومتشابه،
قد يكتب الإنسان شيئا عاما، أو يتكلم بكلمة حمالة أوجه أو يقوم بفعلٍ ما، فيحمل البعضُ الكلامَ على نفسه، أو يفسر الكلمة تفسيرا سيئا معاديا ! وهذا هو المتشابه في علاقات البشر، وساعتها يجب رده للمحكم، وهو علاقتك المباشرة مع هذا الشخص،
هل هي جيدة ؟ هل إذا كلمك أو كتب لك تعليقا يكون صريحا في الحب أم متشابه أيضا يَحْملُ وجوها وتفاسيرَ عدة أم لا ؟
فإذا كان صريحَ الحبِ والتقديرِ، فيجب ألا نظن أن الكلام المتشابه هذا يقصدنا أو يشملنا أبدا.
وإذا كان حمالَ أوجهٍ، فيجب أن نرده
أو نحمله فورًا على المحكم، أو الصريح، أو الواضح الذي يعاملنا به.
هذا وربما يكون سببُ اللبسِ أن بعضنا يكون فيه شيءٌ من هذا الكلام العام، أو المطلق، أو المتشابه… فيستغله الشيطان ليوقع بين الناس العداوة والبغضاء، وهذا عمله في الأساس التحريش بين الناس، وهو أستاذ فيه لمَ له من خبرات تفوق آلاف السنين، ومعاملات مع ملايين البشر.
ولذلك قال الحكماء: لا تُطع عدوك في حبيبك.
والعدو هو الشيطان قطعا، وعداوته بنص كتاب الله تعالى، وصديقك أو قريبك أو زميلك أو مديرك أو رئيسك حبيبك قطعا، لأن الأصل في الأخوة الحب والمودة، فهي الفطرة.