كتبت ـ مها سمير
شهد شمال إسرائيل اليوم الأربعاء موجة من الاستياء الشعبي بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع “حزب الله” اللبناني حيز التنفيذ في الساعات الأولى من الصباح.
وعبّر سكان المناطق الحدودية عن شعورهم بالإحباط والخوف معتبرين أن الاتفاق قد يعيد الأوضاع إلى حالة عدم الاستقرار ويعرض حياتهم للخطر مجددًا في المستقبل.
ويرى بعض السكان أن وقف إطلاق النار جاء دون تحقيق ضمانات كافية لسلامتهم خاصة مع استمرار حالة التوتر في المنطقة فيما يطالب آخرون بمزيد من الحماية من قبل الحكومة التي لم تقدم وفق رأيهم حلولًا جذرية لأزمة القصف المتكرر الذي عاشوه في الفترة الأخيرة.
قال أحد سكان بلدة قريبة من الحدود: “نحن من يدفع الثمن دائمًا ومع كل اتفاق نعيش في خوف من أنه قد يكون مجرد هدنة مؤقتة قبل أن يعود الوضع إلى التصعيد من جديد.”
يأتي الاتفاق في ظل ضغوط دولية لتهدئة الأوضاع.
ووفقًا لتقرير لوكالة “رويترز” يُعتبر الاتفاق الذي يهدف إلى إنهاء الصراع المستمر عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان تطورًا هامًا على الساحة الدبلوماسية مع أنه أثار جدلًا واسعًا في إسرائيل.
يُنظر إلى هذا الاتفاق كإنجاز كبير لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بينما تسبب في استياء وقلق بين سكان المناطق الشمالية من إسرائيل.
صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء بأن إسرائيل تحتفظ بحقها في اتخاذ إجراءات عسكرية إذا خُرقت شروط الاتفاق من قبل “حزب الله”.
عبرت ليفانا كارسينتي إحدى سكان مدينة نهاريا عن استيائها من الاتفاق قائلة: “هذا الاتفاق كارثي. لم تقم الحكومة بشيء لحماية الجنود أو السكان على نتنياهو أن يترك منصبه فورًا رغم أنني كنت من مؤيديه”.
وأشارت “رويترز” إلى مخاوف واسعة بين الإسرائيليين في شمال البلاد من إمكانية قيام “حزب الله” بشن هجمات برية مشابهة للهجوم الذي نفذته “حماس” جنوب إسرائيل في أكتوبر 2023.
بحسب “رويترز” أسفرت هجمات “حزب الله” مؤخرًا عن مقتل 45 إسرائيليًا في مناطق شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة وتضررت العديد من المناطق القريبة من الحدود اللبنانية بفعل القصف الصاروخي المكثف.
دعا أفيخاي شتيرن رئيس بلدية كريات شمونة الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات فقط من الحدود اللبنانية إلى إنشاء منطقة عازلة بين إسرائيل ولبنان مشيرًا إلى أن استمرار وجود “حزب الله” في المناطق الحدودية يمثل تهديدًا مباشرًا.
وقال: “الحزب يستخدم منازل المدنيين لتخزين الأسلحة وشن هجمات وهذا يجعل أي رد عسكري أكثر تعقيدًا لا يمكننا قبول وجود قواعد عسكرية مخصصة لاستهداف المجتمعات الحدودية الشمالية”.