القاهرية
العالم بين يديك

فواكه وخضروات الخريف وفوائدها على صحتنا

36

د. إيمان بشير ابوكبدة

يمسك الخريف نهاية الصيف وبداية الشتاء، والانتقال من درجات الحرارة المرتفعة إلى المنخفضة، وكذلك من المزاج الصيفي المريح إلى الروتين اليومي والتزاماته. تتغير حالتنا المزاجية، ويصبح لدينا وقت فراغ أقل ونصبح تدريجياً مثقلين بكل واجباتنا ومسؤوليتنا. وفي مكان ما بين كل هذه التغييرات، يأتي الغذاء لدعمنا، ومساعدة أجسامنا على التكيف مع الظروف الجديدة. وهناك الكثير من الخيارات اللذيذة والمغذية من الفواكه والخضروات الطازجة الموسمية التي تفيد جسم الإنسان.

أهمية التغذية في الخريف
إن تناول الطعام الصحي والسليم خلال فصل الخريف له أهمية خاصة. فمن ناحية، يساعد ذلك الجسم على التعافي من العادات الصيفية غير الصحية (الوجبات السريعة، الشرب، قلة النوم). ومن ناحية أخرى، يساعده ذلك على التكيف وتعزيز دفاعاته خلال فصل الشتاء. ومن أهم أهداف النظام الغذائي في فصل الخريف دعم وتعزيز وظيفة الجهاز المناعي لمحاربة الفيروسات التي تظهر في أشهر الخريف وتبلغ ذروتها خلال فصل الشتاء.

في الخريف، يصبح جسم الإنسان أكثر عرضة للخطر (انخفاض درجات الحرارة وكذلك التجمعات الداخلية دليل على ذلك). لذلك، من المهم اختيار الأطعمة الصحية والمغذية. يساعد تناول مضادات الأكسدة بشكل كافٍ على تقوية جهاز المناعة بشكل طبيعي. وبالتالي، يجب أن نثري نظامنا الغذائي بالفواكه والخضروات الطازجة الموسمية، والتي تكون غنية بالعناصر الغذائية ومضادات الأكسدة، والتي تحارب الجذور الحرة، بينما تعمل أيضا على تقوية دفاعات أجسامنا. في معظم الأحيان، تعطي مضادات الأكسدة الفواكه والخضروات ألوانها المميزة (الأحمر والأصفر والبرتقالي والأخضر والأزرق والأرجواني). توفر الأطعمة ذات اللون الأحمر الليكوبين والبوليفينول. يتم تحميل كميات كبيرة من الكاروتينات في الفواكه والخضروات ذات اللون الأصفر أو البرتقالي. الفواكه والخضروات الخضراء غنية بالكلوروفيل والبوليفينول، في حين أن تلك ذات اللون الأزرق أو الأرجواني غنية بالأنثوسيانين. من خلال دمج مجموعة متنوعة من الألوان في نظامنا الغذائي، يمكننا ضمان تناول جميع مضادات الأكسدة الأساسية.

الفواكه والخضروات الموسمية
في شهر سبتمبر نجد وفرة من العنب والتين والخوخ والكمثرى والتفاح والبصل الأحمر والطماطم والبطاطا والكوسا والبامية والجوز والفستق. وفي شهر أكتوبر نأكل العنب والرمان والتفاح والخس والجزر والسبانخ واللوز والجوز، بينما يكثر في شهر نوفمبر الكمثرى والتفاح والرمان واليوسفي والبرتقال والليمون والبندق والكستناء واللوز.

من الجيد دائما أن نرافق وجباتنا الرئيسية بسلطة ووجبة خفيفة من الفواكه الطازجة أو المكسرات. وبذلك نتأكد من أننا تناولنا الحصص الخمس الموصى بها يوميا من الفواكه والخضروات، والتي توفر الفيتامينات والألياف، وترطب الجسم أيضا. بالإضافة إلى ذلك، يجب علينا دائما إضافة القليل من زيت الزيتون إلى سلطاتنا للاستفادة من ما يسمى بالفيتامينات “التي تذوب في الدهون”. أخيرا، من المهم تناول وجبات صغيرة ومتكررة، حيث يضمن تناول الطعام بانتظام حصول الجسم على الطاقة والعناصر الغذائية الكافية، وبالتالي عدم الشعور بالحرمان، والقيام بجميع وظائفه بشكل طبيعي.

من المؤكد أننا نحافظ على ترطيب أجسامنا بشكل كافٍ، لأن الماء ينظم درجة حرارة الجسم، ويساعد في نقل الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء والاستفادة منها، ويزيل السموم والمواد الضارة من الجسم، ويرطب البشرة جنبًا إلى جنب مع الأنسجة الأخرى. وأخيرًا، نجد طرقًا للخروج من القلق والتوتر الذي يغمرنا غالبًا من خلال دمج شكل من أشكال النشاط البدني في روتيننا اليومي. ومن المعروف أن الجمع بين النظام الغذائي المتوازن والتمارين الرياضية يؤدي إلى صحة بدنية وعقلية جيدة. وبالتالي، فإنهما أفضل حلفائنا لتحقيق الرفاهية طوال العام.

قد يعجبك ايضا
تعليقات