كتب محمود برغش
شهدت بحيرة قارون، إحدى أهم المعالم الطبيعية في محافظة الفيوم، جهودًا مكثفة خلال السنوات الأخيرة لإعادة الحياة إلى نظامها البيئي. هذه المبادرات جاءت استجابة للتحديات التي واجهت البحيرة، مثل التلوث وارتفاع نسبة الملوحة، ما أثر سلبًا على الثروة السمكية والحياة المائية فيها.
بدأت خطوات إعادة التوازن البيئي للبحيرة منذ نحو ثماني سنوات، حيث تم تنفيذ مشروعات لتحسين جودة المياه والحد من الملوحة المرتفعة. وقد تكللت هذه الجهود بإطلاق مشروعات زراعية بحرية، من أبرزها تربية الجمبري. تم إنزال ملايين يرقات الجمبري في مياه البحيرة، مما أدى إلى تنشيط النمو البيولوجي وتحفيز التنوع المائي.
في المرحلة القادمة، تستهدف الخطة البيئية رفع أعداد زريعة الجمبري إلى 20 مليون وحدة، مع إضافة أنواع أخرى مثل أسماك البلطي والموسى، بهدف تعزيز التنوع الحيوي وتحسين الظروف البيئية للبحيرة.
لم تقتصر هذه المشروعات على تحسين الوضع البيئي فقط، بل ساهمت أيضًا في دعم الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل جديدة للصيادين وتعزيز النشاطات الاقتصادية المرتبطة بالبحيرة.
تشكل الجهود المستمرة لإعادة التوازن البيئي إلى بحيرة قارون نموذجًا إيجابيًا للتعاون بين الجهات المحلية والمسؤولين، ما يمهد الطريق لتحقيق استدامة بيئية واقتصادية. وبفضل هذه الجهود، تُستعاد بحيرة قارون كأحد الموارد الطبيعية المهمة التي تخدم سكان المنطقة وتدعم اقتصادها.