القاهرية
العالم بين يديك

راح فين زمن الشقاوة.. رحل برحيل مصطفى فهمي

7

تقرير السيد عيد
فقد الوسط الفني المصري والعربي رمزًا من رموزه الكبيرة، حيث رحل الفنان القدير مصطفى فهمي، الذي تميز بأعماله الثرية والمتميزة والتي تركت بصمة عميقة في وجدان جمهوره ومحبيه. كان مصطفى فهمي من أبرز الممثلين الذين امتلكوا موهبة فنية فريدة، قادته لتقديم أدوار متنوعة وإبداعية عبر مسيرته، ليصبح بذلك جزءًا من ذاكرة الفن المصري.

“راح فين زمن الشقاوة” يتساءل محبو الفنان الراحل مصطفى فهمي، الذي جسّد عبر مسيرته الفنية مفهوم الشقاوة والأناقة بموهبة أصيلة وأدوار مميزة طبعت في ذاكرة السينما والدراما المصرية. برحيل مصطفى فهمي، يُودّع الفن المصري واحدًا من رموزه، حيث قدّم طوال عقود أدوارًا تنوعت بين الرومانسية والشقاوة والجدية، تاركًا أثرًا عميقًا في وجدان جمهوره.

ولد مصطفى فهمي في أسرة أرستقراطية ذات تاريخ عريق، فكان مزيجًا بين الأصالة والرقي، مما انعكس على أدواره وأسلوبه المميز في التمثيل. بدأ مشواره الفني كمساعد تصوير، ثم اتجه نحو التمثيل، حيث شهدت السبعينيات تألقه في أفلام وأعمال تلفزيونية متتالية، أثرت في تاريخ الدراما المصرية.

تزامنت وفاته مع فعاليات مهرجان الجونة السينمائي الدولي بدورته السابعة، حيث حضر عدد كبير من نجوم الفن، ومن بينهم شقيقه الفنان حسين فهمي، الذي اعتاد المشاركة بانتظام في دورات المهرجان السابقة. وبمجرد إعلان خبر وفاة مصطفى فهمي، بادر حسين فهمي وعدد كبير من الفنانين بمغادرة المهرجان، متوجهين إلى القاهرة لحضور مراسم تشييع الجنازة ومشاركة العزاء.

وكانت آخر لحظات مصطفى فهمي قد شهدت مكالمة مؤثرة مع شقيقه حسين، حيث أبلغه بتدهور حالته الصحية. بعدها، نُقل إلى المستشفى لإجراء فحوصات طبية، ثم خرج منها مؤقتًا، إلا أن الأزمة الصحية عادت بشكل مفاجئ في وقت لاحق من اليوم، وتوفي قبل وصول سيارة الإسعاف التي طلبتها أسرته.

ينتمي مصطفى فهمي إلى عائلة عريقة، حيث كان جده محمد باشا فهمي رئيسًا لمجلس الشورى، ووالده محمود باشا فهمي سكرتيرًا للمجلس. درس مصطفى فهمي التصوير في معهد السينما، وبدأ مسيرته الفنية كمساعد تصوير في فيلم “أميرة حبي أنا” عام 1974. لاحقًا، اقتحم عالم التمثيل ليشارك في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية.

من أبرز أعماله التلفزيونية التي تركت بصمة في قلوب جمهوره مسلسلات مثل “قصة الأمس”، و”حياة الجوهري”، و”أيام في الحلال”. كما كان ظهوره الأخير في فيلمي “الكهف” و”السرب”، الذي حقق نجاحًا كبيرًا عند عرضه في دور السينما، بمشاركة نجوم آخرين.

يُعد مصطفى فهمي من الفنانين الذين أثروا بشكل عميق في الفن المصري، وسيظل حضوره خالدًا عبر الأجيال، ليس فقط بأدواره الرائعة، بل برحلة إبداعية ألهمت كثيرين ووضعت بصمات واضحة في تاريخ السينما والدراما المصرية.

قد يعجبك ايضا
تعليقات