القاهرية
العالم بين يديك

حسبي إلهي

8

بقلم / محمد منصور

وإنِّي أعاني شعوراً مخيفاً
وهمَّاً ثقيلاً وكان خفيفا
وإنِّي صبورٌ على ما أتاني
وحسبي إلهي يريني بريقا
تعاني حياتي ظلاماً ورعباً
وعقلاً يبالي وقلباً ضعيفا
وسالت سنيني كأنِّي بحلمٍ
ودارت ليالٍ وصارت نزيفا
فهذي دُنانا وفيها كثيرٌ
أري ابناً عقوقاً وجاراً سخيفا
وأخَّا عنيدا يجافي أخاهُ
صديقاً تخلًى وكان ظريفا
ومهما نعاني بضيقٍ وكربٍ
يظل إلهي خبيراً لطيفا
فكم من وعودٍ تلاشت بليلٍ
وكم من ربيعٍ وأمسى خريفا
وكم من شقيٍّ ويغدوسعيدا
وكم من وضيعٍ ويُدعى شريفا
شعوري غريبٌ ووقتي عصيبٌ
وجُرحي عميقٌ وليس طفيفا
إلهي أعنِّي فأنت نجاتي
لتجعل فؤادي بصيراً رهيفا
فهب لي إلهي قلماً صريفاً
وهب لي ذكاءً وعقلاً حصيفا
ضميري سليمٌ طوال السِّنينِ
وقلبي رقيقٌ يدومُ أسيفا
وكم من قلوبٍ كصلب الحديدِ
وكم من بصيرٍ يزالُ كفيفا
ودمَّاً يُراقُ وزاد النفاقُ
وعرْباً لخصمي وصاروا حليفا
جسومٌ سمانٍ أراها تغذَّت
طعاماً شهيَّاً ولحماً صفيفا
وقومي يعانوا حصاراً شديداً
فهب لي نعيماً ورزقاً كثيفا
منعوا غِذاءً وراح الكِساءُ
وبطنٌّ تجوعُ ترومُ رغيفا
بناتٌ ضِعافٌ نهاراً وليلاً
وعانوا هزالاً وجسماً نحيفا
وعندي صداعٌ وأهلي جياعٌ
وحولي ضِباعٌ أبادوا غريفا
تخلَّى القريبُ وحنَّ الغريبُ
بوقت عصيبٍ وبات مُخيفا
وسوقاً كسيداً وراح الرصيدُ
وقلَّ الطَّعامُ وكان حفيفا
نساءً ثكالى ولكن ثبُتْنَّ
أرى في حِصارٍ غُلاماً لهيفا
وقيظاً بصيفٍ يدوم طويلاً
وتشتي صقيعاً وبرداً شفيفا
بسُكْنى العراءِ وراحَ الغطاءُ
وطال الشتاءُ وظلَّ هفيفا
وبين الرُّكامِ صديقى رأيتُ
رضيعاً يعاني قِتالاً عنيفا
وقدساً تنادي فمدُّوا الأيادي
وردُّوا الأعادي ونادوا حنيفا
بصبرٍ جميلٍ يطيبُ العليلُ
ونحظى بيافا وعكَّا وحيفا
بعصرٍ جديدٍ وعيشٍ رغيدٍ
وعزم الأسودِ نكونُ لفيفا
ونرقى بدينٍ وعدلٍ وعْلمٍ
فتزهو بلادي حضراً وريفا
ونصراً عظيماً قويَّاً عزيزاً
وعلماً غزيراً يظلُّ وريفا
سنبقى أُسوداً نحوذُ قلوباً
وقوتاً لذيذاً وماءً نظيفا
ويبقى الجِهادُ صِمامَ الأمانِ
وفينا الأصيلُ يظلُّ عفيفا

قد يعجبك ايضا
تعليقات