بقلم/ انتصار عمار
وعاد بعد هجر طويل إليها، يُطالبها الصفح، ويُخبر بأنه حقًا يهواها،
وأن كل شيء في غيابها تبعثر.
وأن ما حال دون تمام الهوى مآسى الحياة، التي كان دومًا يحياها،
وكانت بالأوجاع تُمطَّر.
وأنه دونها معذب، والقلب في بعدها تفطّر.
حتى روحه فارقته، وكل جميل رحل عنه، وتكدر.
وأنه سيمحو كل هذه المآسي، ليهنأ بقربها، ويغترف شربة الحياة من نهرها العنبر.
فحدثته قائلة؛
وكيف ستمحو كل مآسي الحياة، وقد خُط بجبين الزمان بُعد مسطر؟
وهجر، وفراق، وعدم تلاقيّ، ودربٌ من العذاب مقدَّر.
فأجابها؛
لا يُمحى هوى خطه القدر في القلب، وقدّر.
ولا تغادرني صورة رسمها القلب بحياتي، وسطّر.
ترقرق الدمع حزنًا بعينيها، وقالت؛
هوىً كُتب عليه أن يموت حيًا، ويُدفن في أرض الحرمان، وبرائحة العذاب تعطر.
الحب هوى، وجوى، وجنون، ولقد برئتُ من الجوى، وتحياتي لغدرك، وهجرك، الذي كانت أمانيَّ به تُنذَر.
وليتني حقًا برئتُ من هواك، الذي بعذابه أتلذذ، والذي عن موت قلبي قد أسفر.
ولا يعنيك ألمي، ولا عذابي، فلو كان! فلم غيابك كان، وهجرك! وما سببه؟ وبم يُفسَر؟
الآن بعد كل طعنات الهوى هذه، دعني أخبرك؛ أن القلب قد أعياه التصحر.