القاهرية
العالم بين يديك

الإيمان بالله تعالى

8

محمود سعيد برغش

المسلم يؤمن بالله تعالى، بمعنى أنه يصدق بوجود الله عز وجل وأنه خالق السماوات والأرض، وعالم الغيب والشهادة، ورب كل شيء ومليكه، لا إله إلا هو، ولا رب غيره. إن الله جل وعلا مصطفى بكل كمال، منزه عن كل نقصان، وهذا الإيمان يأتي من هداية الله قبل كل شيء، ثم من الدلائل النقلية والعقلية التي تدعم هذا الإيمان.

الدلائل النقلية

تتجلى الدلائل النقلية في أخبار الله تعالى عن ذاته ووجوده وربوبيته للخلق، وأسمائه وصفاته في القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى:

﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾

[الأعراف: 54].

كما أخبر الله تعالى عندما نادى نبيه موسى عليه السلام من جانب الطور الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة، فقال:

﴿يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾

[القصص: 30].

وقال أيضًا:

﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾

[طه: 14].

وفي تعظيمه لذاته وأسمائه وصفاته قال:

﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)﴾

[الحشر: 22-24].

وفي الثناء على نفسه قال:

﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)﴾

[الفاتحة: 2-7].

وفي خطابه لنا قال:

﴿إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾

[الأنبياء: 92].

وتكررت هذه الآية أيضًا في سورة المؤمنون بلفظ مشابه.

قد يعجبك ايضا
تعليقات