حسن محمود الشريف
إنَّ الكلمة الطيِّبة قادرةٌ على زرع الألفة في القلوب، وتقوية الروابط بين النَّاس، وإصلاح المجتمعات، وتغيير أحوالها، قال -تعالى-: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، فالكلمة الطيِّبة تجعل العدو صديقاً، وتطفئ نار الغضب، لذلك قال -تبارك وتعالى-: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً).
وقد علَّمنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أن ندفع بالحِلم وطيب الكلام كلَّ جاهلٍ، ونعفو عن إساءة المسيء، وبهذا تسود الألفة بين النَّاس، وتقلُّ العداوات، و”إنَّ من النَّاسِ مفاتيحَ للخيرِ، مغاليقَ للشَّرِّ، وإنَّ من النَّاسِ مفاتيحَ للشَّرِّ، مغاليق للخير”، فهنيئا لمن كانت كلماته مفتاحاً للخير
انظر معى إلى فضالة بن عمير الليثي رضى الله عنه كان واحد من أشد أعداء الرسول عليه الصلاة والسلام حتى فتح مكة
، وهذا الرجل كان من شدة عدائه للرسول عليه الصلاة والسلام أنه قرر أن يقتل الرسول عليه الصلاة والسلام في يوم الفتح والرسول عليه الصلاة والسلام في وسط الجيش الكبير عشرة آلاف، وإذا قتله فضالة بن عمير فلاشك أنه مقتول، ومع ذلك سيضحي بنفسه ليقتل الرسول عليه الصلاة والسلام من شدة كراهيته له، وكان فضالة بجوار الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يطوف بالبيت، فلما دنا من الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يحمل السيف تحت ملابسه، قال له صلى الله عليه وسلم: (أفضاله؟ قال: نعم فضالة يا رسول الله، فقال: ماذا كنت تحدث به نفسك؟ قال: لا شيء، كنت أذكر الله، فالرسول عليه الصلاة والسلام ضحك وقال: استغفر الله يا فضالة، ثم وضع يده على صدر فضالة فسكن قلبه، فكان فضالة يقول: والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إلي منه)، وأسلم فضالة رضي الله عنه وأرضاه وحسن إسلامه، أنه النبى صلى الله عليه وسلم الذي أرسله ربه رحمة للعالمين.
ولقد ضرب النبيُّ صلى الله عليه وسلم أروعَ المثل، وقدَّم أعظمَ الصور في العفو والسماحة والتسامح؛ فأقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم جاءت متطابقة تمام التطابق، فلا تناقضَ بين ما يدعو إليه وبين ما يُطبِّقه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
تتجه
- مصر تستعد لتطبيق التوقيت الشتوي.. متى يبدأ العمل به؟
- اعراض الإكتئاب
- صل الخريف نشاط تعليمي لروضة العليقات الإبتدائية
- قوات الأمن تداهم وكرا لتجارة المخدرات بقرية الخور قبلى بكوم أمبو
- وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج يعقد لقاء افتراضياً مع ممثلي الجالية المصرية في قطر
- توقيع بروتوكول تعاون بين الوزارة وحملة مانحي الأمل لتنفيذ 7 فعاليات للطلاب ذوي الهمم
- وزير الشباب والرياضة يلتقي مساعد وزير الخارجية للعلاقات الثقافية
- استمرار القوافل التعليمية بمعاهد منطقة السويس الأزهرية
- وزير الشباب والرياضة يلتقي مساعد وزير الخارجية للعلاقات الثقافية
- وزير التموين والتجارة الداخلية يلتقي الرئيس التنفيذي لشركة فيروم مصر
القادم بوست
قد يعجبك ايضا
تعليقات