القاهرية
العالم بين يديك

التوازن بين العمل والعائلة للآباء العاملين

26

كتبت/ سالي جابر
مختص نفسي

أنتجت التغيرات السريعة في الحياة الاقتصادية تغيرًا جليًا في الحالة النفسية للأشخاص، مما أسفر عنها عمل الوالدين معًا؛ لسد احتياجات الأسرة وبالتالي غياب دور الأم وإرهاقها طوال اليوم داخل البيت وخارجه، وربما يعمل ابأب بأكثر من وظيفة وينتج عن ذلك فقدانه الطاقة التي يقدمها لأبنائه ، وبالتالي تصبح تلبية احتياجات الأسرة تحديًا يحتاج إلى العديد من الاستراتيجيات التي تحسن من إدارة الوقت، وتنظيم المهام، والتعاون مع الشريك وباقي أفراد الأسرة مع مراعاة الحالة النفسية لكل الأطراف والعمل دون إفراط أو تفريط في الحقوق والواجبات، ومن تلك الاستراتيجيات

1. أهمية التوازن بين العمل والعائلة

التوازن بين الحياة المهنية والعائلية لا يؤثر فقط على الوالدين بل أيضًا على الأطفال. قضاء الوقت الكافي مع الأسرة يساهم في بناء علاقات قوية وسليمة بين أفرادها ويعزز الاستقرار العاطفي للأطفال. في المقابل، عدم التوازن يمكن أن يؤدي إلى شعور بالتوتر والإرهاق، مما يؤثر على الأداء في العمل وأيضًا على جودة الحياة العائلية.

2. التخطيط وتنظيم المهام

أحد أهم الخطوات لإدارة الوقت بفعالية هو التخطيط المسبق. يمكن أن يساعد إعداد جدول أسبوعي في تنظيم المهام المختلفة. على سبيل المثال:

جدولة المهام اليومية: كتابة قائمة بالمهام التي يجب إنجازها خلال اليوم سواء في العمل أو المنزل.

تحديد الأولويات: وضع أولويات واضحة للمهام المهمة والتي تحتاج إلى الاهتمام الفوري.

استخدام تطبيقات تنظيم الوقت: هناك العديد من التطبيقات مثل Google Calendar وTrello التي تساعد على إدارة الوقت بفعالية وتذكيرك بالمواعيد والمهام.

3. التعاون بين الشركاء

من الضروري أن يكون هناك تعاون وتفاهم بين الزوجين لتوزيع المهام المنزلية وتربية الأطفال. من خلال تقسيم المسؤوليات بشكل عادل، يمكن تخفيف الضغط عن كلا الوالدين وضمان أن كل طرف يساهم في رعاية الأطفال والاعتناء بشؤون المنزل.

4. استغلال الوقت الذكي

الوقت محدود، لذا من المهم استغلال الفترات الزمنية القصيرة بذكاء. على سبيل المثال:

خلال فترات الانتظار أو التنقل، يمكن إنجاز بعض المهام الصغيرة أو متابعة البريد الإلكتروني.

وقت الطهي أو الترتيب يمكن أن يكون فرصة للحديث مع الأطفال أو تخصيص لحظات نوعية معهم.

5. تخصيص وقت للجودة مع الأسرة

قد يكون العمل مجهدًا، لكن تخصيص وقت خاص للعائلة يُعد أمرًا حيويًا. يجب أن يكون هذا الوقت خاليًا من تشتيتات العمل مثل الهواتف أو البريد الإلكتروني. يمكن استغلال هذا الوقت في:

ممارسة أنشطة ترفيهية مشتركة كالمشي أو اللعب.

تخصيص وقت للحديث مع الأطفال والاستماع لمشاكلهم وأفكارهم.

6. عدم إهمال الوقت الخاص بالآباء

رغم الانشغال بالعمل والعائلة، يجب على الوالدين أن يخصصوا وقتًا لأنفسهم للاسترخاء والاهتمام بصحتهم النفسية والجسدية. أخذ فترات استراحة قصيرة، ممارسة الرياضة، أو حتى قراءة كتاب يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر وتحسين الأداء في كل من العمل والمنزل.

7. المرونة في الجدول

من الطبيعي أن تحدث تغييرات غير متوقعة في الروتين اليومي، مثل مرض الطفل أو ظهور مهمة عمل مفاجئة. من هنا تأتي أهمية المرونة في الجدول. القدرة على تعديل الخطط عند الضرورة تساعد في التعامل مع الضغوط بشكل أفضل وتجنب الشعور بالإحباط.

8. طلب المساعدة عند الحاجة

لا حرج في طلب المساعدة عند الحاجة، سواء من أفراد العائلة أو الأصدقاء. أحيانًا قد يحتاج الآباء إلى مساعدة إضافية في رعاية الأطفال أو إنجاز بعض المهام المنزلية، وهو أمر طبيعي ويعزز العلاقات العائلية.

إدارة الوقت بين العمل والعائلة ليست مهمة سهلة، لكنها ممكنة مع التخطيط والتنظيم. من خلال وضع الأولويات، التعاون بين الشركاء، والمرونة في الجدول، يمكن للآباء العاملين تحقيق التوازن المطلوب بين متطلبات الحياة المهنية والعائلية. هذا التوازن لا ينعكس فقط على سعادة الوالدين بل أيضًا على استقرار ونمو الأطفال في بيئة صحية وداعمة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات