بقلم سالي جابر
أود أن أكتب لك ما يجول بخاطري، لكن الكلمات لم تساعدني، تتصارع الأفكار وتقف لبعضها بالمرصاد وأنا هنا أمسك بتلابيب نفسي، ورأسي يتصدع وكأنه على جرف هار، ما بال ذاك النهار الذي التقت به أيدينا ورغم حرارة الشمس في عز الظهيرة إلا أن اللقاء أثلج قلوبنا العليلة وصارت فوقنا سحابة صافيه تحمينا الشمس وحرارتها، ما كنت أصدق أن نلتقي لكن حين التقينا تحول كل شيء إلى اللون الوردي، والسماء أمطرت علينا حبًا وهُيام، لأول مرة أحتسي كوبًا من القهوة له مذاق خاص، وكأن الحب أحد مكوناته، السكر الذي وضع به لذة اقتراب أيدينا وتناسق خطواتنا، كم تمنيت أن يتأخر القطار قليلًا أو أكون أحد راكبيه، حتى لا ينتهِ الوقت .
تحدثنا عن الشعر والأدب وتدفقت كلماتك الدافئة لتأخذني بعيدًا إلى عالم من الخيال، وكأنني أميرة من أميرات ديزني التي التقت بأميرها ليحملها على البساط ويطيرا فوق السحاب.
كانت أيام مضت ولم يأتِ ربيعها بعد، اليوم أصبحنا نختلف على كلمة، وناب عن طيب لقيانا تجافينا، كنت أتفقد رسائلنا لكنني لا أحب الذكرى، إنني أمحو كل شيء، قلبي لم يعد يحتمل الوجع، أضع يدي على قلبي وأتفقد نبضاته وأدعو الله ألا يخيب رجائي ولا ينكسر قلبي، وتذكرت ما قاله محمود درويش” ربما لم يكن شيئًا مهما بالنسبة لكِ يا ريتا لكنه كان قلبي” … قلبي الذي يذكرك بالدعاء دائمًا، قلبي الذي لا يقبل المساومات، كنت أظنك تختزل من قلبك الجانب الأكبر لي، لكني علمت أن بعض الظن إثم، وأن الصورة الذهنية التي نرسمها لشخص ونضعها في لب القمر تحطمها يد الشخص نفسه عندما يهمل زرعته التي يتباهى بها.
أمسى صندوق الرسائل فارغًا، وباتت الكلمات حارقة تشعل لهيب الخوف من جديد، فكيف يتحول الشيء إلى نقيضه بين عشية وضحاها ؟! وكيف تخيب الظنون في غمضة عين؟!