القاهرية
العالم بين يديك

أحمد إدريس: البطل النوبي وصاحب الشفرة التي غيرت مسار حرب أكتوبر

4

 

 

الكاتب: محمد زغله

 

أحمد إدريس، الجندي المجهول وصاحب الفكرة العبقرية لاستخدام اللغة النوبية كشيفرة في حرب أكتوبر، هو أحد أبطال مصر الذين ساهموا في تحقيق النصر. وُلد إدريس في النوبة، وهو الذي قدم للقيادات العسكرية اقتراحًا استراتيجيًا باستخدام اللغة النوبية في الاتصالات العسكرية، لضمان سرية المراسلات ومنع العدو من فك الشفرات.

كانت اللغة النوبية، التي تُنطق ولا تُكتب بحروف معروفة، الحل الأمثل، خاصة أن إسرائيل لم تكن تعرف بها، ولم تستطع فك الشفرات أو فهم الرسائل. وقد وافقت القيادة المصرية على الفكرة، وتم تدريب جنود نوبين على استخدام هذه الشفرة خلال الحرب، وهو ما أسهم في الحفاظ على سريّة العمليات الحربية.

 

كشف إدريس في حديثه أن الرئيس الراحل أنور السادات كان داعمًا كبيرًا لهذه الفكرة، واستدعاه لمقابلته شخصيًا بعد أن أبلغته القيادة العسكرية بها. وروى إدريس تفاصيل لقائه مع السادات، الذي تبسم له وقال: “فكرتك ممتازة”. ثم بدأ التنفيذ بالاعتماد على جنود نوبيين من قوات حرس الحدود لإرسال واستقبال الرسائل المشفرة.

 

أحمد إدريس بقي صامتًا عن هذا السر العسكري بناءً على طلب السادات، حيث ظلت الشفرة النوبية قيد الاستخدام حتى عام 1994. وكانت كلمة “أوشريا” (التي تعني “اضرب”) واحدة من الكلمات الأكثر استخدامًا في هذه الشفرة، وكانت إشارة لبداية العمليات العسكرية في ساعة الصفر.

 

تبقى قصة أحمد إدريس رمزًا وطنيًا تتذكره الأجيال بفخر، كأحد الأبطال الذين قدموا لوطنهم خدمة عظيمة في لحظة حاسمة من تاريخ مصر. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته.

قد يعجبك ايضا
تعليقات