القاهرية
العالم بين يديك

الظلم

27

كتبت _ نيفين النهرى

ماذا تعرف عن الظلم؟
إنه شعور صعب جداً وله مرارة في الحلق يشعر بها المظلوم في كل وقت، وخصوصاً حين لا يستطيع أخذ حقه لسبب أو لآخر.
الظلم هو أصعب شعور قد يمر به أي شخص في الدنيا… لو تعرضتِ للظلم في حياتكِ وأذيتِ من الناس، فإن الله لن ينساكِ أبداً. الله يرى ويعلم كل شيء. يُمهل ولا يهمل لأنه عادل. حقكِ سيعود إليكِ وسترينه حتى لو طال الوقت. الله لن ينسى دموعكِ وقهركِ. كل شيء سيأتي في الوقت الذي يريد الله فيه أن يجبر بخاطركِ ويُسعدكِ من قلبكِ.
عندما يتمادى الظالم في ظلمه، يعطيه الله فرصاً كثيرة ليتراجع عن ظلمه، ولكنه يكون أعمى وأصم ولا يدرك تأثير ما يفعله على الآخرين، ومدى الأذى النفسي والاجتماعي الذي يتسبب فيه. لو علم ذلك لكان أكثر حكمة في تصرفاته.
هل يأتي الظلم نتيجة جهل الظالم؟ أم هو تعمد منه ليرى نفسه صاحب سلطة وحكم على الآخرين ويحقق أغراضاً شخصية بعيداً عن العدل وإنصاف الحق وإعطاء كل ذي حقٍ حقه؟
رحلة الحياة قصيرة جداً، فاعمل لآخرتك كأنك تموت غداً، واتقِ يوماً ترجع فيه إلى الله وتُسأل عن حقوق العباد التي سخّرك الله لتكون سبباً في قضائها.
هل أصبحت الوساطة والمحسوبية هي أساس التعامل مع الآخرين دون مراعاة الحقوق؟ وأصبح الحق لفلان بن فلان أو فلان قريب فلان؟
هل سيظل الظلم في كل مكان، ويأخذ صاحب التوصية والوساطة أماكن الفقراء والمغلوبين على أمرهم؟
سؤال يطارد عقلي في كل دقيقة.
من لديه الشجاعة والموضوعية للرد، أهلاً وسهلاً به.
وأخيراً وليس آخراً، قال تعالى: (واتقوا يوماً تُرجَعون فيه إلى الله ثم تُوفَّى كل نفس ما كسبت وهم لا يُظلمون).
ترقبوا وخافوا يوماً يُردكم الله سبحانه وتعالى إليه فلا تملكون من أموركم شيئاً فيه. فإذا ملكتم المال في الدنيا، ففي هذا اليوم لا تملكون شيئاً، وإذا ملكتم المنح والمنع اليوم، ففي اليوم الآخر لا تملكون شيئاً.

قد يعجبك ايضا
تعليقات