القاهرية
العالم بين يديك

القاهرية تسلط الضوء علي حياة المسنين بدار أم كلثوم وعقيلة السماع كبار بلا مأوي

17

كتب السيد عيد

الأب والأم من باب تكريمهما وتقديرهما في الحياة، قال تعالى، (وقَضى ربّك أَلا تعبدواْ إلا إياهُ وِبالْوالدين إحسَانا إما يبلُغن عِندَك الْكبَر أَحدهما أَو كلاَهما فَلاَ تقل لّهما أُفٍ ولا تَنهرهما وَقل لَّهما قَولا كَرِيما واخفض لَهما جَنَاح الذُل مِنَ الرَّحمة وقل رب ارحمهمَا كَما ربيَاني صغيرا)، وانطلاقاً من قوله تعالى، في الحفاظ على الأسرة وتماسكها، تحرص الدولة المصرية على توفير كافة الخدمات للمسنين ورعايتهم الرعاية الكريمة التي تحفظ لهم حياة هنيئة ومستقرة، ومن خلال زيارة جريدة القاهرية لدار عقيلة السماع كبار بلا مأوي ودار أم كلثوم لرعاية المسنين في حلوان التابعة لجمعية التجمع الوطني للمرأة المصرية، للتعرف على أحوال المسنين، والخدمات التي توفر لهم.

ما أقساك يا زمن . . عبارة طالما يرددها من أفنوا عمرهم من أجلنا وفي خدمتنا . .بعدما استحال الدفء من البقاء معششاً في حياتهم وتغيرت بهم الأحوال بحثوا عن مكان آخر يستقون منه الرعاية والحنان، في بيوت جمعت في عملها بين العمل الاجتماعي والسعي الإنساني والتأهيل الصحي، هناك حيث دار المسنين .

هناك تجلس الحاجة أ. ف في غرفتها بدار أم كلثوم للمسنين، تستهل حديثها بإبتسامة كل سنة وانتم طيبين هنا نحن 37 مسناً نعيش حياة الأسرة، هنا حيث وجدنا في هذا المكان بيتاً حقيقياً لنا بين أحبابنا وأصدقائنا، وتضيف: ياريت كل أيامنا رمضان
وتستكمل حديثها والابتسامة لا تفارق وجهها ذا الملامح
الجميلة رغم تقدمه في العمر أصبحت غير قادرة على القيام باحتياجاتي الأساسية وفي حاجة إلى من يرعاني ويهتم بي ويقوم على خدمتي ، أقمت في دار ام كلثوم للمسنين حيث الرعاية والاهتمام ، لم أكن سعيدة وقت دخولي الدار، لما علق في ذاكرتي من مجرد ذكر عبارة دار المسنين، إلا أن حقيقة شعوري الآن يختلف تماماً، وهذا تولد بعد التجربة حيث أحسست أنني في بيتي ، فالقائمون على هذا المكان يسعون إلى توفير كل ما نحتاجه من دون أي تقصير أو تخاذل كما أن التمريض يقوم بخدمتنا وكأننا أمهاتهن ويتحملن منا الكثير .

وأسندت ظهرها إلى الجدار الملاصق لسريرها ونظرت إلى السماء وهي تستذكر أيام شبابها، وقالت والابتسامة ترتسم على شفتيها: كنت أتمتع بصحة جيدة، وكنت قادرة على إنجاز أعمال المنزل والآن أجتمع ورفيقاتي نتبادل أطراف الحديث ونسترجع الذكريات ونجتر أحلامنا مرة أخرى علها تكون لنا أنيسا في مكان نسيه الناس وبات بالنسبة لهم ملجأ للعجزة .

رعاية المسنين وتوفير كافة الخدمات اللازمة لهم، وتهيئة المناخ المناسب الذي يتلاءم مع حالتهم النفسية وكسر حاجز الوحدة والعزلة التي يعيشها المسن، وتوفير المأوى والمسكن لهم كلها أهداف وضعها القائمون على دار أم كلثوم لرعاية المسنين نصب أعينهم وسعوا إلى تحقيقها منذ أن تم تأسيس هذه الدار قبل حوالي ٥٠ عاماً .

الخدمات التي تقدمها دار أم كلثوم
وعن الخدمات التي تقدمها دار ام كلثوم للمسنين يقول أحد جنود التمريض بالدار ويدعي عماد والذي لم يعلم الا أننا متبرعين و لفت انتباهنا تعلق النزلاء به وحبهم الشديد له : هناك خدمات متنوعة أهمها خدمات طبية تتمثل في التشخيص والتمريض وتقديم العلاج لمن تتطلب حالته الصحية ذلك، وخدمات الإيواء والإقامة، فضلاً عن الخدمات المعيشية والتأهيلية والاجتماعية وتوفير سبل الراحة للمسنين، والعمل على حل مشاكلهم سواء أكانت داخل أم خارج الدار وتنظيم الأنشطة الترفيهية لهم .

تجولت القاهرية داخل دار عقيلة السماع
وأثناء تجوالنا في دار عقيلة السماع كبار بلا مأوي كنا نظن انها دار مسنين ولكننا فوجئنا أن الدار للكبار بلا مأوي الذين عصفت بهم الحياة وألقتهم في الشارع دون مأوي أدركنا وقتها حجم المجهود الذي يقوم به القائمين علي الدار فنزلاء الدار عددهم ٧٣ من سن 20 عام فما فوق، يقيمون إقامة كاملة بدون مقابل بدعم من وزارة التضامن الإجتماعي، بينهم مرضي نفسيين يتلقون الرعاية الطبية من قبل مختصين ، مررنا بجوارهم وهم يشاهدون التلفاز حييناهم فردوا بإبتسامة تخفي وراءها الكثير والكثير من القصص .

التقينا أحد المتبرعين التي أكدت أن العلاقة بينها وبين الدار ليست علاقة عابرة فهي تتردد علي الدار منذ اكثر من ست سنوات :أحضر الدار هنا لأولي المسنين الرعاية إذ أعتبر نفسي أحد الأبناء البدلاء للمسنين الذين تجمعهم بي العشرة والالفة ، وجدنا في هذه الدار الجو الاسري الحميم. فالدار منذ ان تطأ قدميك فيها وتجد كل شيئ بنظام هذا غير نظافة المكان
والعمل على توفير كل سبل الراحة للقاطنين والقاطنات فيها. ابتداءً من نظافة المسنات الشخصية ومظهرهن الخارجي الملائم، مرورا بالرعاية النفسية والطبية والنشاطات كحفظ القرآن، لأنها تخرج المسنين والمسنات من الكآبة والخوف والقلق وغيرها.

آثرنا بعدها الرحيل شاكرين إدارة جمعية التجمع الوطني للمرأة المصرية الرعاية والجو الأسري الحميم الذي قامت إدارة الجمعية مشكورة بتوفيره سواء من مدير دار أم كلثوم رعاية المسنين مرورا بالمشرفات والمشرفين والعاملات ومدير دار عقيلة السماع كبار بلا مأوي والعاملين بها .

لهؤلاء جزيل الشكر على جهودهم تجاه هذه الفئة من المسنين والكبار بلا مأوي، ففي قوله تعالى: «أنا الرحمن، إني خلقت الرحم وشققت لها رحماً من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته».

قد يعجبك ايضا
تعليقات