كتب / عادل النمر
سوف يقف التاريخ طويلا أمام حرب أكتوبر 1973 ،كونها كانت حرب من أجل العزة والكرامة وأسترداد جميع الأراضى التى أغتصبتها إسرائيل . أنها كانت ملحمة عسكرية مصرية . وسيبقى يوم 6 أكتوبر المجيد من الذكريات المضيئة والخالدة في ذاكرة كل مصرى وعربى كنموذج للنصر والفخر والعزة .
لقد فرضت المعجزة المصرية نفسها حينذاك على كل وسائل الإعلام الدولية عامة والأمريكية خاصة رغم إنحياز واشنطن الواضح لإسرائيل. تصدر حرب أكتوبر عناوين جميع وسائل الإعلام.
حيث استطاع الجندى المصرى أن يدك حصون العدو و يفتت كيانه ويهدم أسطورة الجيش الذى لا يقهر ، و سطرت فيه العسكرية المصرية أروع وأعظم الخطط و البطولات الحربية التى مازالت حتى الآن تدرس فى الأكاديميات العسكرية العالمية كأحد النماذج فى العبقرية العسكرية المصرية ،
ومنها عبور قناة السويس وسط لهيب النيران و اقتحام خط بارليف الحصين . و من بين الأعمال الهامة و التى كانت سبباً فى انتصارات أكتوبر المجيدة حائط الصورايخ الذى تم بناؤه أثناء حرب الاستنزاف و شارك فى بنائه مع قادة الدفاع الجوى و سلاح المهندسين معظم شركات المقاولات المصرية .
ويرجع السبب فى حرب أكتوبر 1973 حينما فشلت المفاوضات التى تمت بين مصر وإسرائيل تحت رعاية إمريكية 1968 ، حيث رفضت إسرائيل الإنسحاب من شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان. مما دفع الرئيس السادات إلى شن حرب أكتوبر 1973.
وأصبح هناك شعور عام بالظلم لدى الدول العربية بسبب إحتلال إسرائيل للأراضى العربية مما دفعهم إلى دعم مصر وسوريا فى الحرب .
بدأت حرب أكتوبر يوم السبت الموافق 6 أكتوبر 1973 الموافق 10 رمضان 1393 ه . قد تمكنت القوات المصرية من اختراق خط بارليف الإسرائيلى والتقدم إلى عمق شبه جزيرة سيناء . وفى الجبهة السورية تمكنت القوات السورية من الوصول إلى عمق هضبة الجولان .
بعد يومين إستطاعت إسرائيل شن هجوم مضاد وإسترداد بعض الأراضي التى فقدتها فى البداية .
ولولا قيام أمريكا بإنقاذ الجيش الاسرائيلي ومساعدته بأحدث الاسلحة والعتاد من خلال جسرا جويا لكانت هذه الحرب هي نهاية المحتل الاسرائيلي في المنطقة العربية . كما أثبتت هذه الحرب للعالم اجمع ان الشعب المصري وجيشه لا يتنازل عن اي شبر محتل ومغتصب من أرضه . مهما طال الزمن وانه سوف يبذل الغالي والنفيس من روحه ودمائه لاسترداد ما نهب منه بالقوة وبالسلام
وقد كان من نتائج حرب أكتوبر 1973 استرداد أرضنا المنهوبة والمسروقة والمحتلة من قبل عصابة إجرامية مغتصبة للأراضي ومحو اثار الذل والانكسار من جراء نكسه 5 يونيو عام 1967 والتي لم يحارب فيها الجيش المصري بمعنى الحرب .
استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء. وكذلك استرداد جزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها مدينة القنيطرة وعودتها للسيادة السورية . وعودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975م
وقد أستمرت حرب أكتوبر لمدة 18 يوما وأنتهت الحرب بتوقيع اتفاقية وقف إطلاق النار فى 22أكتوبر 1973.
تحية لأبطال مصر سياسيين وعسكريين ودبلوماسيين، ورحم الله من فقدناهم أثناء المعارك أو عبر السنين.
وتحية للشعب المصري النبيل في هذه الذكرى الخالدة لحرب مجيدة غيرت الواقع وشكلت المستقبل.