القاهرية
العالم بين يديك

أكتوبر العزة

14

 

كتب / محمد فوزي القماش

تمر علينا ذكرى نصر العاشر من رمضان، والسادس من أكتوبر، وهي ذكرى عطرة بكل ما تعنيه الكلمة؛ ذكرى الحرية، ذكرى النصر على الظلم والطغيان، ذكرى تحطيم العدو المتغطرس، ذكرى تحطيم خط بارليف.

قد يكون الكثير من الشعب لم يعش هذه اللحظة، ومنهم كاتب المقال، حيث كنت أبلغ العاشرة حينها، وأذكرها، لكني رأيت فرحة الناس في بلدي الريفي الذي كنت مهاجراً فيه. ولكني ولدت في بلد الشرف والكرامة، السويس. ولمن لم يعش تلك اللحظات أو لم يعرف الكثير عنها، لابد أن نحيي الذكرى ونحتفل بها، ليس فقط كنصر للإسلام على الكفر أو نصر لإرادة المصريين، أو لأنه نصر على الظلم والطغيان فحسب، بل هو أيضًا نصر على النفس. يجب أن تنتصر للحق بالحق وتقاوم كل ما يثبطك ويحاربك مادمت على حق، وتعتقد اعتقاداً واعياً أنك تحمل قضية العدل والحق ليكون الله نصيرك.

إن معجزة السادس من أكتوبر ليست معجزة عسكرية فقط، بل هي معجزة بكل المقاييس، وبكل ما تحمله الكلمة من معنى: توافر التخطيط الجيد، والتخفي، والتوقع، والاعتماد على الله. فالوقت كان معجزة، وإجراءات التخفي كانت معجزة، والتوفيق كان معجزة من عند الله. الصمود، صمود الجنود والقادة والشعب، كان معجزة أيضاً، ولذلك جاء النصر من الله مكافأةً لهذا المجهود العظيم.

شكراً للأبطال الذين شاركوا والذين خططوا، وعلى رأسهم القائد الراحل الرئيس محمد أنور السادات، والمشير أحمد إسماعيل، والمشير الجمسي، والشاذلي، وكل قادة وجنود القوات المسلحة، الأحياء منهم والأموات. ونحن إذ نهنئ أنفسنا، نبعث تحية تقدير واعتزاز من قلوب تشعر بالفخر والاعتزاز بكل ما قدمتموه وبذلتموه من أجلنا، ومن أجل أن نعيش اليوم في هذا الأمان والعز. فكل ما نحن فيه الآن ما هو إلا ثمرة مجهودكم وتعبكم. استشهدتم من أجل أن يعيش الآخرون في أمان وسلام.

يكفي أن هذا الجيل الحالي بكل فئاته رأى العدو الإسرائيلي بوجهه القبيح في فلسطين ولبنان، ورأى الدعم الأمريكي والغربي لهم. تحية خالصة مرة أخرى، وألف ومليون ومليار مرة أخرى لقادة وجنود القوات المسلحة الذين صنعوا النصر والمجد والعزة، وهنيئاً لكم الجنة ونعيمها.

قد يعجبك ايضا
تعليقات