محاولة اغتيال نصر الله: المخاطر والعواقب والفرص الجديدة للشرق الأوسط
د. إيمان بشير ابوكبدة
نشرت صحيفة جيروزالم العبرية تحليل سياسي للوضع بعد محاولة اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
إن الضربة التي استهدفت مخبأ الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لم تكن أقل من حدث زلزالي في الشرق الأوسط. فمع قيام إسرائيل بتغيير قواعد اللعبة، ماذا سيحدث بعد ذلك؟ لقد ارتفع خطر اندلاع صراع أوسع نطاقا، ولكن هناك أيضا فرص للتوصل إلى تسوية شاملة ــ كل شيء يتوقف الآن على رد حزب الله.
تحول في قواعد الاشتباك
أولا وقبل كل شيء، تشير هذه الخطوة إلى “تغيير في قواعد الاشتباك” في الحرب ضد ما تطلق عليه إسرائيل محور الشر . إن محاولة الاغتيال، التي لم يتم تأكيد نجاحها بعد، ترسل رسالة واضحة عن عزم إسرائيل وجرأتها إلى المنطقة بأسرها، وخاصة إيران.
لا شك أن هذا الحدث من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي. وإذا نجحت العملية، فسوف تفتح فرصا كبيرة في المعركة ضد الإرهاب في الشمال مع حزب الله وفي الجنوب مع حماس، فضلاً عن فرصة السعي إلى التوصل إلى اتفاقات إقليمية.
ماذا يحدث بعد ذلك؟
يتعين على جيش الدفاع الإسرائيلي الآن أن يستعد لمختلف السيناريوهات وتداعياتها، سواء من حيث الدفاع عن إسرائيل أو مواصلة عملياته الهجومية.
السيناريو الأكثر تطرفا هو أن تطلق إيران العنان لحزب الله والحوثيين، مما يسمح لهم بشن هجوم واسع النطاق بالصواريخ والطائرات بدون طيار على الجبهة الداخلية لإسرائيل. وفي سيناريو أكثر خطورة، قد تنضم إيران نفسها إلى الصراع بشكل مباشر بضربات من أراضيها، على الرغم من أن هذا الاحتمال يعتبر منخفضا.
ويتضمن السيناريو الثاني الأكثر ترجيحا عمليات انتقامية من حزب الله ومؤيديه، وهو ما قد يؤدي إلى هجمات من جبهات متعددة، فضلا عن حوادث عفوية في الضفة الغربية.
والسؤال المركزي هنا هو ما إذا كانت قيادة حزب الله، بغض النظر عن نتائج الضربة، سوف تتمسك بموقفها المتشدد ضد إسرائيل، وتواصل ربط مصير المنظمة بالصراع المستمر في غزة، أو ما إذا كانت ستعيد النظر في استراتيجيتها.
وردا على ذلك، رفع جيش الدفاع الإسرائيلي مستوى تأهبه إلى أعلى مستوى في الدفاعات البرية والبحرية والجوية، وهو مستعد للهجمات في حال تدهور الوضع. بالإضافة إلى ذلك، عزز جيش الدفاع الإسرائيلي القيادة الشمالية بلواءين مشاة للاستعداد لتعزيزات محتملة في الضفة الغربية، وإذا لزم الأمر، مناورات برية في لبنان.
