القاهرية
العالم بين يديك

هذه هي المخاطر التي تتعرض لها عند الجلوس لفترات طويلة

12

د. إيمان بشير ابوكبدة

أصبح الجلوس لفترات طويلة سواء في العمل أو أثناء الأنشطة الترفيهية، ممارسة شائعة بشكل متزايد في المجتمعات الحديثة.
ومع ذلك، فإن هذا السلوك المستقر يشكل مخاطر جسيمة على الصحة البدنية والعقلية. تشير الدراسات إلى أن قلة الحركة المنتظمة تساهم في مجموعة من المشكلات الصحية، بدءا من أمراض القلب والأوعية الدموية إلى الصحة العقلية المعرضة للخطر.

أحد أكبر مخاطر قضاء فترات طويلة من الجلوس هو زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كشفت دراسة نشرت في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب أن الأشخاص الذين يجلسون لأكثر من ثماني ساعات يوميا لديهم خطر أعلى بكثير للإصابة بأمراض القلب، حتى لو كانوا يمارسون الرياضة بانتظام.
وذلك لأن الجلوس لفترات طويلة يبطئ عملية التمثيل الغذائي، مما يقلل من كفاءة الجسم في معالجة السكريات والدهون، مما يسبب تراكم الدهون في الشرايين وزيادة مستويات الكوليسترول.

وهناك خطر آخر مهم يتعلق بتطور الأمراض الأيضية، مثل السمنة والسكري من النوع الثاني، وذلك لأنه عندما نقضي الكثير من الوقت جالسين، ينخفض ​​حرق السعرات الحرارية، ويميل الجسم إلى تراكم الدهون، خاصة في منطقة البطن.
تؤثر قلة الحركة أيضا على حساسية الأنسولين، مما قد يؤدي إلى زيادة مستويات الجلوكوز في الدم. أظهرت دراسة نشرت في مجلة داء السكري أن الأشخاص الذين يقضون معظم يومهم جالسين هم أكثر عرضة بنسبة 112٪ للإصابة بمرض السكري من النوع 2 مقارنة بأولئك الذين يتحركون بشكل متكرر.

السلوك المستقر يمكن أن يؤثر على الصحة العقلية
أظهرت دراسة أجرتها المجلة الأمريكية للطب الوقائي أن فترات طويلة من الخمول البدني ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.
علاوة على ذلك، تشير الأدلة إلى أن الجلوس لفترة طويلة يمكن أن يقلل من إطلاق الإندورفين، وهو هرمونات السعادة، مما يؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية والتصرف. وترتبط قلة الحركة أيضًا بزيادة التوتر وانخفاض جودة النوم، مما يزيد من تفاقم الحالة العاطفية.

تعد مشاكل العضلات والعظام، مثل آلام الظهر والرقبة، شائعة أيضًا بين الأشخاص الذين يقضون ساعات طويلة جالسين. يمكن أن تؤدي وضعية الجلوس السيئة، جنبًا إلى جنب مع قلة التمدد وتقوية العضلات، إلى توتر العضلات وضغط الأعصاب، وبمرور الوقت، مشاكل مزمنة مثل الانزلاق الغضروفي.

نمط الحياة
ما تؤكده الدراسات الحديثة حول بيئة العمل هو أن الجلوس لفترات طويلة يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية الخطيرة، بما في ذلك أمراض القلب والسكري واضطرابات الصحة العقلية وآلام العضلات.
أظهرت الأبحاث العلمية أن نمط الحياة المستقر لفترة طويلة ضار، حتى بالنسبة لأولئك الذين يمارسون الرياضة خارج ساعات العمل.
لذلك، من الضروري اعتماد عادات تقلل من وقت الجلوس، مثل أخذ فترات راحة متكررة للنهوض والمشي، أو استخدام مكاتب مرتفعة أو دمج الأنشطة البدنية على مدار اليوم. يمكن لهذه التغييرات الروتينية البسيطة أن تساهم بشكل كبير في تحسين الصحة والرفاهية على المدى الطويل.

قد يعجبك ايضا
تعليقات