القاهرية
العالم بين يديك

اكتشف زراعة الدماغ التي أحدثت ثورة في الطب

22

د. إيمان بشير ابوكبدة

هناك تطورات كبيرة في العلوم، وأحدها غير حياة كيث توماس، الرجل الذي عاد إلى الشعور الذي فقده سابقا بعد تعرضه لإصابة خطيرة في العمود الفقري. أصبح هذا التقدم ممكنا بفضل زراعة الدماغ المبتكرة جنبا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي (AI)، لم يعيد توماس الحركة فحسب، بل أيضا القدرة على الشعور بفراء كلبه، باو.

حدثت إصابة كيث في عام 2020، عندما أصيب بأضرار في الفقرتين C4 وC5 من عموده الفقري، مما أدى إلى إصابته بالشلل الرباعي، وهي حالة تؤثر على حركة وحساسية اليدين والذراعين والجذع والساقين، بالإضافة إلى وظائف الجهاز التنفسي والأمعاء. بالنسبة للكثيرين في هذه الحالة، كان الأمل في الشفاء ضئيلا حتى قرر المهندسون والجراحين في معاهد فاينشتاين للأبحاث الطبية تجربة شيء لم يحدث من قبل – جسر عصبي مزدوج لإعادة ربط الدماغ بالجسم.

التكنولوجيا الواعدة
تضمنت التقنية زرع شريحة تعمل بمثابة “جسر إلكتروني”، مما يسمح للإشارات بين الدماغ والجسم بالتدفق مرة أخرى. وأوضح البروفيسور تشاد بوتون، أحد المطورين الرئيسيين للتكنولوجيا والمحقق في الدراسة السريرية، تأثير هذا التقدم.

“هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توصيل الدماغ والجسم والحبل الشوكي إلكترونيا لدى إنسان مشلول. لاستعادة الحركة والإحساس الدائمين”. أحدث هذا النهج، الذي يوصف بأنه “العلاج الموجه بالفكر”، ثورة في علاج كيث.
وكلما فكر في تحريك ذراعه أو يده، تقوم الشريحة بتحفيز الحبل الشوكي والعضلات لديه ، مما يساعد على إعادة بناء الروابط بين الدماغ والجسم. وهذا لا يعزز التعافي الجسدي فحسب، بل يقدم أيضًا ردود فعل حسية، مما يجعل العملية أكثر فعالية. وأضاف الباحث: “هدفنا هو استخدام هذه التكنولوجيا حتى يتمكن الأشخاص المصابون بالشلل من العيش بشكل أكثر استقلالية”.

التوقعات المستقبلية
بعد مرور عام على بدء الدراسة، لا تزال النتائج مثيرة للإعجاب. أصبح كيث الآن قادرا على مد ذراعه لالتقاط الكوب والإمساك به وحتى الشرب باستخدام أفكاره فقط، دون مساعدة أجهزة الكمبيوتر المتصلة برأسه. وبالإضافة إلى ذلك، فقد استعاد الإحساس في أجزاء من ذراعه ومعصمه ، مما سمح له بالشعور باللمس، مثل فراء كلبه بو.

يمثل التقدم الذي أحرزه كيث، بالإضافة إلى كونه إنجازا شخصيا، خطوة إلى الأمام لمستقبل الأشخاص المصابين بالشلل. ويأمل الباحثون أن يتمكن توماس في المستقبل من أداء مهام أكثر تعقيدًا، مثل قيادة كرسي متحرك مزود بمحرك بشكل مستقل. بالنسبة له، فإن نجاح زراعة الدماغ له معنى أكبر: “الشيء الوحيد الذي أريد القيام به هو مساعدة الآخرين. “إذا كان هذا يمكن أن يساعد شخصا ما أكثر مما ساعدني، فسيكون الأمر يستحق كل هذا العناء”، أعلن توماس في عام 2023، عندما تم إعلان النتائج الأولى.

تتم إعادة كتابة مستقبل الطب بقصص مثل قصة كيث توماس، ومع سير التكنولوجيا والابتكار جنباً إلى جنب، فإن التوقعات بالنسبة للملايين من الأشخاص المصابين بالشلل في جميع أنحاء العالم لم تكن واعدة أكثر من أي وقت مضى.

قد يعجبك ايضا
تعليقات